لا تبحث عن السلام بل اصنعه..!
رغد حميد خضران
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رغد حميد خضران
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
"لم يكن هناك أبداً حرب جيدة أو سلام سيء" بنجامين فرانكلين
ويقول مايلدرد ليست نورمان: "عندما تجد السلام داخل نفسك، تصبح شخصاً من النوع الذي يمكن أن يعيش في سلام مع الآخرين."
السلام يظهر بدرجة كبيرة في ذواتنا ليشمل غيرنا، وإلا كيف تفتقر أرواحنا للسلام وتمنحه للآخرين..؟ نحن في هذا الوقت في صراع وحرب مع أنفسنا وظروفنا، ومع هذا نبحث عن السلام، لِمَ لا نُوجِد السلام ليظللنا جميعاً، فلنخطو تلك الخطوات، وإن كانت متباطئة، لكن فيها الأثر العظيم فيما بعد.
كل إنسان يبدأ مع نفسه في الصلح في استشعار السلام، ففي نقطته يبدو النمو ليشمل السلام من حوله، ومن كل شخص تنبع تلك الخطوط الخضراء لتتسع الدائرة، ومن يسعَ لشيء لابد أن يناله أو جزء منه، نحن لا نخسر إن كنا ننوي السلام، على أقل تقدير، فالنوايا الطيبة موجودة وأنا أيضاً لا أخسر، فهذا أفضل من الشعور المناقض للسلام، أنا في دائرتي وأنت في دائرتك، أنا في حدودي وأنت في حدودك، أعمل أنا في دائرتي، واعمل أنت، ما يتسع ليشمل من حولي، وأنت كذلك ستتصل حدودنا والدوائر المغلقة تتلاشى حدودها، نتحد في إطار سلمي حدوده السلام إطار أساسه القوة.. بذرة السلام إنْ لم نرعَها لا تنمو، إن لم نرعَها لا تظللنا شجرة السلام.
السلام الأشد تأثيراً على الكون هو السلام الفكري، فغالباً ما يشعر الإنسان بصراع نفسي، وبدوره يتفرع صراعه ضد العالم الخارجي وهو صراع مادي يتمركز حول الجسد دفاعي أكثر من كونه هجومياً.
والصراع الفكري داخل هالة الانسان، وهو هجومي أكثر من كونه دفاعياً، فمن الصراع الفكري تنشأ الصدامات الكبرى التي تمتد لتؤثر على العالم الخارجي، والصراع الخارجي أيضا يؤثر في الفكري، فغالباً ما يقف الإنسان على أرضٍ متزلزلة لفتراتٍ طويلة، تفقده الجاذبية والطمأنينة والاستقرار.
فبإرادتك عليك التغلب على الصراع الداخلي؛ لأنه المسيطر الأول والأقوى بإيجابيته وسلبيته، ويعتمد عليه تعاملك مع العالم الخارجي، يقول رالف والدو إمرسون: "لا شيء يمكنُهُ أن يجلُبَ لك السلام إلا نفسك."
وهناك بعض الخطوات للتغلب على الصراع الفكري:
- عليك أن تخلق مساحة سلمية في عقلك وقلبك؛ لتتجنب ردود الأفعال المبالغ بها الصادرة منك، فتكون ردود ناتجة عن تفكير عقلي سلمي وسليم، حيث يقول ديكارت: "انتصر على نفسك أولاً قبل انتصارك على العالم."
- للتسامح دور كبير أيضاً لخلق مساحة في قلب الإنسان تنعشه وتعيد بناء الحياة بشكل منتظم، حيث يقول فرانسيس بيكون: "إن أحد أسرار الحياة الطويلة والعيش الرغيد هو مسامحة كل إنسان على كل شيء، في كل ليلة قبل الخلود إلى النوم."
-التأمل والتفكير الإيجابي في الماضي والحاضر والمستقبل، والتفكير الإيجابي في الآخرين، حيث ربما يكون كل فعل منهم هو رد فعل، أي أن الأفعال لها أسباب وربما الأسباب أقوى من ردود الأفعال، فعلى الإنسان أن لا يتعجل في الحكم على الآخرين ويقحم نفسه فيما ليس موجوداً أصلاً أو سوء فهم ناتج منك او منهم، وتتوالد صراعات أنت في غنى عنها، تفقدك السلام النفسي والخاجي، فالتأني وعذر الآخرين أفضل.
- رابط الإنسان مع الإنسان رابط محبة يعزز شعوراً سلمياً عميقاً ورضا نفس، فقول جيمي هنتركس: "عندما تتغلب قوة الحب على حب القوة سيشهد العالم السلام". فالمحبة جذور شجرة السلام.
فالشعور الداخلي بالسلام يبدد الفوضى، فالإنسان عليه أن يدع الماضي بلا ندم يجعله دروساً يعتبر منها فقط لا يفقد الحاضر؛ بسبب ماض قد يصححه.. وتلك التفاصيل الصغيرة تغير الإنسان ثم المجتمع ثم الدولة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat