صفحة الكاتب : د . حسين القاصد

قاطعوا سياسة التجويع
د . حسين القاصد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذ جلسة مجلس النواب للتصويت على الموازنة، ونحن نسمع تصريحات متضاربة؛ من بينها أن النواب الذين وقعوا أو وافقوا على الفقرة التي تخص الأكراد لايمكنهم التراجع؛ ولا نعرف لماذا وقعوا ولماذا يتراجعون ولماذا لا يمكنهم !، ولعل هذا الأمر مفروغ منه لأن الأكراد بيضة القبان ولا أحد يريد زعلهم كي لا يخسر منصب رئاسة الوزراء واتفاقيات الغرف المغلقة.
 لكن ماذا عن تجويع الشعب، فالحكومة الحالية لم تتمكن من فرض الأمن ولا من توفير مواد البطاقة التموينية؛ ولا تعيينات الا للمقربين من أصحاب القرار؛ بل كل ما قامت به الحكومة هو إنهاء تظاهرات تشرين وكأن التشرينين حصلوا على وطن فغادروا خيامهم!، والغريب أن بعض المتظاهرين فرحون بالحكومة التي أنهت تظاهراتهم من دون تحقيق أهدافها، بل من دون الكشف عن قتلة المتظاهرين، والأغرب من ذلك هو سكوت النواب الذين يعنيهم أمر الحشد الشعبي وقائده الشهيد المهندس الذي لم يكشف حتى الآن عن جريمة اغتياله، ومن تعاون مع الأمريكان وسرب المعلومات.
قد تكون كل هذه القضايا من الأمور السياسية التي تتحمل الانتظار والمناورة كورقة ضغط بين المتنافسين، مع ان المهندس والمتظاهرين الابرياء دماء عراقية طاهرة والقصاص من قتلتهم من أهم مسؤوليات السلطة؛ لكن لنقترب أكثر من الشعب الذي ضحى بمهندسه وخيرة شبابه من القوات الأمنية والمتظاهرين، ونتساءل عن تعويم العملة العراقية ورفع سعر الدولار يصاحبه عدم ضبط الأسعار وضرائب واستقطاعات في طريقها للرواتب؛ بدلا من رفع الراتب بالعملة العراقية لكي يصمد أمام جور الدولار وتسلطه.
بعض النواب ولا سيما نواب دولة القانون والفتح  صرحوا  بأنهم لن يمرروا الموازنة دون عودة الدولار لسابق قيمته؛ فسمعنا خبرا لا ندري مدى صدقيته، بأن السيد وزير المالية سيستقيل إذا قام البرلمان بالتصويت لعودة الدولار لسابق قيمته!!! عجباً، فبدلا من أن يقوم مجلس النواب باستجواب الحكومة ووزير ماليتها، يهددنا وزير المالية بالاستقالة وكأن استقالته ستقصم ظهر البلاد، بل كأنه أهم ممن ضحى بدمه دفاعا عن العراق، ومع ذلك استمر العراق على قيد الحياة، فبماذا تضر العراق استقالة وزير أو استبداله؟ مادام يدفع أبطاله لأجل كرامته.
 لم يستشهد المتظاهرون لكي يخرج لهم (حريري) عراقي يطالب بالتطبيع ولا يطالب بكرامة مواطنه في بلده. ولم يستشهد أبو مهدي لكي لا يدرج موقع مجزرة سبايكر ضمن جدول زيارة البابا!
ولم يستشهد المهندس حتى تصرف الرواتب للدواعش تحت ذريعة انهم مغيبون! فالمهندس وجنده ذادوا عن المحافظات السبية وليس عن النجف والجنوب.
لكن في حال عجز ساستنا واذعانهم.. ماذا علينا نحن المبتلون بهم؟ الجواب هو أن ندعو جميع العراقيين من ذوي الحظوة والجاه والتأثير على التجار العراقيين بأن يدعوهم لمقاطعة شراء الدولار من الحكومة إلى أن ينهار تماما، فهناك دول كثيرة تتعامل معنا بالدينار العراقي، كما ندعو جميع أبناء الشعب العراقي للاحتفاظ بما لديهم من الدولار وعدم بيعه.. حتى يشح من السوق فينهار تلقائيا.
حاربوا سياسة التجويع بأنفسكم أيها العراقيون يوم لا ينفعكم سوى قراركم الشخصي، وعندها سوف لا يحلم اي وزير يهددكم بالاستقالة.. لن يحلم بنصف راتب تقاعدي وليس بالاستقالة من حكومة لم ترتقِ إلى مستوى تصريف الأعمال.. فهي حكومة تعطيل حياة بامتياز غير مسبوق.. وحكومة أزمات وكبت حريات.. فإذا فشل النواب عليكم أن تصولوا أيها العراقيون وتقمعوا الدولار الذي يراد به إذلالكم وانتم بلا حصة دوائية للأمراض المزمنة ولا حصة تموينية تحفظ شيئا من ماء الوجه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين القاصد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/22



كتابة تعليق لموضوع : قاطعوا سياسة التجويع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net