بعد ان تحولت السياسة والاحزاب والتيارات‘
الى قطاعات خاصة للاقرباء والاصدقاء وللمحسوبيات‘
واصبحت القبيلة والعشيرة والطائفة والعوائل عبارة عن شركات‘
قطاع خاص يتحول فيها النفوذ المالي والاقتصادي والثراء‘
الى شكل من اشكال الهيمنة والقوة والاستعراض‘
وفرض الارادة والكلمة والحضور.
واضحى الوطن ساحة لشركات متعددة الجنسيات.
( مخابرات وقتلة وجواسيس ومرتزقة ).
وكل شي يخضع لأدارة محنكة للازمات‘
من خلال خلط الاوراق في صناعة متاهات مستمرة.
استطاع الغرب بكل وجوهه السياسية والثقافية والاعلامية‘
ان يدفع بأزماته السياسية والاقتصادية الى مناطقنا‘
عبر وسطاء وفقهاء تربوا على ثقافة العنف والتطرف‘
من اجل خلق صراعات عقائدية او دينية وتعميق الازمات‘
المجتمعية من خلال مراكز الدعاية والاعلام‘
الذي ينسق ويبرمج وسائل التأثير علينا وفق‘
توقيتات معينة وخطط مدروسة في مراكز متخصصة.
وسجن المجتمع في ظروف قاهرة من الفاقة‘
والعطالة والعجز في التنمية والبناء.
حتى يتآكل المجتمع من الداخل اخلاقيا واجتماعيا‘
مع وجود الملايين من الاطفال بدون تعليم وبدون رعاية.
وهؤلاء مشاريع مستقبلية للجريمة والانحلال الاخلاقي والنفسي.
كل هذا من اجل جعل الناس تبحث في المكان الخطأ‘
عن طريقة للنجاة والخلاص.
فضلا عن نشر الامية السياسية والادارية عبر‘
زرع اشخاص يحملون مشاعر الدونية‘
والنقص والانتفاخ النفسي والمرضي.
خاصة لو عرفنا ان خلفيات قسم منهم‘
تعود الى عمله كسائس خيل او بائع خضروات‘
او حلاق او صاحب ( جوبه ) او زبون دائم‘
لخيم الكاولية او حدقجي في احد القصور السابقة.
ومع الوقت يتحول هؤلاء ( الخردة )‘
الى رموز واصحاب منابر فكرية واعلامية‘
وقنوات فضائية وصحف ونواب.
وقد نجح المخطط في انتزاع الذاكرة الوطنية‘
لخلق ذاكرة جديد وهوية بديلة‘
وتحويل الوطن الى منفى وغربة‘
خاصة عندما تفقد الكرامة او الحرية او العدالة او الامل.
هذا النفي الذي يلغي انسانيتك ويلغي وجودك كمواطن‘
ويلغي احساسك بالمكان الحقيقي الذي تنتمي له.
عندما تعاني الاقصاء والفقر والصراع والتلوث الفكري والبيئي‘
وتصبح البنية الجوهرية للوطن بنية شكلانية وصورية‘
ومشهدية مشوهة وشعاراتية ومرايا محطمة.
الوطن الذي لا نريد ان نشعر فيه بالاغتراب ‘
هو وطن العدالة والحقوق والحياة والفرح‘
وطن الحقيقة والحق‘
وطن القيم التي لا تغيرها المناصب والامتيازات.
وطن المفاهيم المرتبطة بالوعي‘
وليست المرتبطة بالصفقات والمصالح السياسية‘
( المحلية والاقليمية والدولية ).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat