صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

نتمنى ان تكون القمة العربية نعمة وليست نقمة !
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هذه امنية كبيرة للشعب العراقي ، منذ سقوط النظام الدموي في العراق عام 2003 ولغاية اليوم ، والعراق يتمنى على الاشقاء العرب ان يلتفتوا اليه ويفتحوا قلوبهم له لان العراق طالب منذ البداية ان يكون ضمن الصف العربي ، لكن بعض الحكام العرب وللاسف الشديد ، يقابلون رغبة العراق هذه بالصدود والتجاهل ، بل والتدخل السافر في شؤونه الداخلية ، العراق يتمنى ان تُعقد القمة في حدود سياقاتها الطبيعية  من دون انحياز لهذا الطرف او ذاك ، انما الانحياز الوحيد للشعوب فحسب ، من دون التدخل في الشؤون الداخلية لاي بلد ، العراق يتمنى ان تُعقد القمة وتُحقق المردودات الايجابية للشعوب ، وان تنتصر للشعب الفلسطيني المظلوم ، ويتمنى العراق ان لا يقف مؤتمر القمة متفرجا على جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني ، وان يتدخل العرب لصالح الشعب الفلسطيني ضد الكيان المغتصب لفلسطين ، وان لا يقف العرب متفرجين على جرائم الصهاينة ، يتمنى العراق ان لايقف العرب متفرجين وهم يشاهدون البعض من الحكام وهم يحاولون  تدمير بلدان ابناء جلدتهم بتدخلات سافرة ومفضوحة، نصرة لامريكا واسرائيل ، مثل هذه المواقف مخجلة ومقرفة للشعوب ، ومفضوحة النوايا ، يتمنى العراق ان لا تكون قرارات المؤتمر حبرا على الورق ، مثل بقية القمم السابقة ، وان لا تكون وسيلة للانتقام والتشهير لبلدان عربية اخرى ، لصرف الانظار عن جرائم الصهاينة  يجب ان يفهم الحكام العرب ان عدو الشعوب العربية هو اسرائيل ومن يتعاون معها في عدوانها على الشعب الفلسطيني .
انني كعراقي اتخوف ان يتحول المؤتمر من نعمة للشعب العراقي الى نقمة ! نعم انها نظرة تشاؤمية ، لكن هذه الهواجس استوحيها من امرين ، الاول من الحالة العراقية الخاصة ، اذ نرى الحكومة وهي مكبلة بنظام المحاصصة المقيت المزروع من الامريكان واعداء العراق الذين يريدون تمزيقه تحت لافتة المحاصصة اوما يسمى  بالمشاركة بعيدا عن الاطر الديمقراطية الحقيقية الموجودة في البلدان التي تسود فيها الديمقراطية الحقيقية ، اذ يتصدى للحكم الفائزون في الانتخابات كأغلبية سياسية المتابع للحالة السياسية العراقية هذه الايام يرى تحركات السياسيين من بعض الكتل وقد توحدت مصلحتهم في هذا الظرف الخاص لافشال عقد المؤتمر في بغداد وهم يحاولون اقحام الملفات الداخلية العراقية في المؤتمر ، يريدون تحويل المؤتمر الى مؤتمر لمناقشة الوضع الداخلي العراقي من اجل اضعاف الحكومة ، او دفع الحكام العرب الى عدم الحضور ، ويقوم بهذه التحركات وبشكل سافر بعض اعضاء القائمة العراقية فهم يهددون ويتوعدون ، وطريقتهم للتعامل مع الحكومة وهم جزء مهم فيها ليست جديدة ، وقد الفها الشعب العراقي ، كذلك الكرد دخلوا على الخط ارضاء لبعض المحاور الدولية ، لكن جميع هذه المحاولات ستفشل سيما وان بعض السياسيين يتحركون لافشال المؤتمر من باب الحسد والحقد على المالكي ، اذ يعتبرون عقد المؤتمر في بغداد نجاح للمالكي ، والحقيقة ان عقد المؤتمر هو نجاح للعراق ولشعب العراق بمختلف طوائفه وقومياته .
اما بالنسبة لبعض السياسيين ممن ينتمون لفكر البعث الصدامي ،فأنهم لا زالوا يمنون انفسهم لقلب المعادلة السياسية لصالحهم ، ويسلكون كل طريق لتحقيق هذه الغاية غير الشريفة وباي ثمن كان ، حتى لو كلف ذلك قتل المئات او الآلاف من ابناء الشعب العراقي ، هذا الخط البعثي الدموي تحالف مع الخط السلفي ، واصبح الاثنان يعملان لتحقيق نفس الهدف وهو تغيير المعادلة السياسية في العراق ، او تقسيم العراق الى دويلات طائفية وقومية ، وهذا الهدف يتطابق مع مشروع بايدن الصهيوني ، ورغبة بعض الدول العربية المتطابقة مع اهداف المشروع الصهيوني ورغبتها في رؤية العراق الضعيف المقسم الى دويلات صغيرة ، كذلك يتطابق مع طموحات بعض الكرد الذين يسعون لانشاء دولة قومية منفصلة عن العراق  .
هؤلاء السياسيون العراقيون الذين يُعتبر البعض منهم ضمن تشكيلة حكومة المحاصصة العراقية ، وبعض السياسين الكرد ممن يسعون للانفصال ، توحدت مصالحهم لافشال مؤتمر القمة وتحويله الى مؤتمر نقمة وليس مؤتمر نعمة  ومؤشرات هذا التوجه اصبحت ظاهرة للعيان من خلال تصريحات بعض السياسيين في العراقية بقيادة اياد علاوي ، وبعض السياسيين الكرد . 
  والامر الثاني الذي نستوحي منه هواجس الخوف لافشال عقد المؤتمر، هو طريقة تعامل بعض البلدان العربية مع العراق منذ سقوط صدام ولغاية يومنا هذا ، اذ ينظرون اليه كعدو وخطر عليهم ، في حين نرى نفس هذه البلدان التي تتخذ هذا الموقف من العراق ، هي من مهد وساعد وعاون الامريكان في الهجوم والعدوان على العراق ، واليوم يغلقون ابوابهم بوجه العراق القادم اليهم بنوايا حسنة وصادقة بل يتجاوزون ذلك بدعم بعض الاطراف على حساب اطراف اخرى ، تحججوا بوجود الاحتلال الذين ساعدوه في العدوان ، واليوم وقد ولى الاحتلال الى غير رجعة بفضل صبر الشعب العراقي ، وحنكة القادة السياسيين الذين قادوا عملية التفاوض السلمي مع المحتل  وللتأريخ نذكر اسم السيد نوري كامل المالكي الذي كان له الدور الكبير في انسحاب المحتل ، والشعب العراقي يعرف ويقدر ذلك ، ولا يمكن ان ننسى دور رجال العراق الاخرين الذين آزروا المالكي في موقفه الوطني هذا ، ورغم انسحاب المحتل الذي كان بعض العرب يتحججون بوجوده ، نراهم لم يغيّروا من موقفهم تجاه العراق  ونتمنى في هذا المؤتمر ان تتغير الحالة تجاه العراق الذي تقوده حكومة منتخبة من الشعب العراقي ، وان لم تكن الحكومة مثالية بسبب نظام المحاصصة المفروض على الشعب العراقي لاسباب شتى ، والتي يأمل الشعب التخلص منها في الدورة القادمة ، لان المحاصصة مصدر فرقة للشعب وتعويق لعمل الحكومة .
الخط العربي الخارجي هذا الذي يدعم بعض الاطراف السياسية العراقية على حساب القوى الاخرى ، يسعى ايضا لافشال المؤتمر ، او يسعى لجعل المؤتمر عبئا وسببا لاحراج  العراق من خلال طرح بعض القضايا الداخلية العراقية ، او بعض القضايا التي تخص بلدانا عربية اخرى من باب التدخل في الشؤون الداخلية التي يرفضها العراق اصلا .
من خلال مجموع المعطيات هذه ، نتوجس من بعض الاطراف الخارجية العربية وبعض الاطراف الداخلية المتعاونة معها ، ان عقد المؤتمر في موعده ، ولم يؤجل لهذا المبرر او ذاك ، ان يجعلوا من المؤتمر نقمة وليس نعمة ، وهذا امر لا نتمنى وقوعه ، ويحزن كل عراقي غيور ، نتمنى ان عُقد المؤتمرفي موعده المقرر ان يكون نعمة على العراق ، وعلى اقل تقدير ان يدعم العراق في التخلص من البند السابع ، وعلى التخلص من ديونه المتخلفة من نظام صدام المقبور ، نتمنى على المؤتمر ان يثبت صدق النوايا تجاه العراق في هذين الموقفين ، كذلك نتمنى على المؤتمر التعاون مع العراق للقضاء على الارهاب المدعوم من خارج الحدود ونتمنى للمؤتمر ان يدعم العملية السياسية  الجديدة في العراق وان يحترم المؤتمر ارادة الشعب العراقي في النظام الديمقراطي الذي اختاره ، واخيرا نتمنى لرجال العراق المخلصين لشعبهم النجاح والتوفيق في مساعيهم لخدمة وطنهم وانجاح العملية السياسية في العراق والاعتراف بها دوليا  ، ونتمنى لهم النجاح في مسعاهم لعقد المؤتمر في بغداد وانجاحه ، ونتمنى لاعداء العراق في الداخل والخارج الخسران المبين .
A_fatlawy@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/24



كتابة تعليق لموضوع : نتمنى ان تكون القمة العربية نعمة وليست نقمة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net