طالما حاول الانسان التناغم مع محيطه الغير مرئي بعدة طرق منها الكتابة والنوتة الموسيقية وكذلك التمثيل وحتى الاشارة لكي يتوصل من خلالها لفهم الاشياء التي لايمكن لمسها او الاحساس بها مثل الالم والوقت الذي عبر عنه بالدقائق والساعات كل ذلك في سبيل تجسيد ما لا يمكن تجسيده، وهذه المعضلة التي بقيت عالقة في ذهن العديد ولم يستطيعوا ان يتجاوزوها كونها شكلت قاسما بين دينهم ومصالحهم الشخصية لذلك نجدهم يحاولون ان يشككوا في وجود الله تبارك وتعالى من خلال تجسيده وتحديد قدراته ومنهم اهل الكتاب فتجدهم في الاية الكريمة: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) النساء/153, لذا نرى ان أمة الحق طالما حرصت على ايضاح هذه الفكرة من خلال الاحاديث المروية، قال الامام الصادق (عليه السلام) لاحد الاعرابيين الذي جاء يسأله: كيف اعرف أن الله موجود، فقال الامام :ماذا تعمل؟ فقال الرجل :أعمل بحارا. فقال الامام: هل صادفك أن غرقت بك السفينة واشرفت على الهلاك بحيث لا سفينة تأتيك ولا سباحة تنجيك، إلا من شيء واحد تعلق قلبك به؟ فقال الرجل: نعم. قال الامام (ع): ذلك الشيء هو الله تبارك وتعالى. وهنا نجد ان الامام قد اعطى وصفا يتناسب مع عقلية هذا الرجل ليوضح له ان الله جل وعلا غير ملموس بل محسوس، وقد اثبت وجوده من خلال خلقه ولذلك نجد ان هناك ادلة دامغة على عدم محدودية الله سبحانه وتعالى مما لا تترك مجالا للنقاش او الجدال ولكن بالرغم من ذلك نجد ان بعض الذين يحسبون أنفسهم على الدين الاسلامي يحاولون ان يزرعوا التجسيدية في عقول شبابنا العربي اليوم بسبب ما يعانوا من فراغ ديني وعلمي. وهنا نجد من تصدى لهذا المد على مر التاريخ ومن الطرائف في هذا المجال هو ما حدث بين بهلول وابو حنيفة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat