لقاء صدى الروضتين مع الشاعر رضا الخفاجي الجزء السادس
صدى الروضتين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صدى الروضتين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صدى الروضتين: بمن تأثرت من الكتاب المسرحيين؟
الشاعر رضا الخفاجي: لم أتأثر بشخص أو أسلوب معين لكوني كنت قد توفرت على أسلوبي الخاص منذ ابتدأت كتابة الشعر، حيث ظهرت بوادر مقدرتي على كتابة الشعر الدارمي منذ فترة طويلة... حيث كتبت عدداً من القصائد ذات النفس الطويل، وذات الأصوات المتعددة وهذا الأسلوب هو من صفات الشعر الدارمي، وعندما آمنت إيماناً مطلقاً بضرورة وجدوى كتابة المسرحية الشعرية لتجسيد الملحمة الحسينية الخالدة، توكلت على بركة الله العلي العظيم.
صدى الروضتين: هل أعطى المسرح القضية الحسينية حقها؟
الشاعر رضا الخفاجي: أريد هنا أن أرد على هذا السؤال بسؤال هل توفرت الفرصة الحقيقية لإقامة مسرح حسيني داخل العراق؟ الجواب: كلا... لأن فكر آل البيت النبوي الأطهار منذ بدء الرسالة المحمدية السماوي كان محارباً وما زالت الحرب قائمة إلى الوقت الحاضر، وإن اتخذت أشكالاً وألواناً متعددة بحسب ظروف الأزمنة والأمكنة... إذن متى أتيحت الفرصة الحقيقية لمثل هذا التوجه؟ متى استطاعوا أن يعبروا بوسائلهم المختلفة وبشكل خاص؟ المسرح يتطلب توفير جملة مستلزمات لإقامته بطريقة منظمة وعلمية لكي يقدم عطاءه بشكل دائم ووفق برامج معدة مسبقاً... إن جميع الحكومات الديكتاتورية كانت وما زالت تحارب هذا الفكر الإلهي المقدس لكونه يتقاطع مع مصالحها... إذن ربما تتوفر الآن في هذا الزمن الجديد الذي يدعو إلى الحرية والديمقراطية وترسيخ ثقافة الاختلاف فرصة حقيقية لكي ينطلق المسرح الحسيني إلى عوالمه الرحبة المباركة، ولكي يساهم في رفد الحضارة الإنسانية بما يساعدها على التقدم والرقي والازدهار.
صدى الروضتين: ما هي مرتكزات الكاتب المسرحي؟
الشاعر رضا الخفاجي: لما كان المسرح الحسيني مسرحاً رسالياًَ فلا بد لكل من يريد الخوض في مثل هذه التجربة بالدرجة الأولى أن يتوفر على ما يلي:
1. أن يكون محصّناً فكرياً وملماً بجميع جوانب وأوجه الصراع الفكري الذي ما زال قائماً!
2. أن يؤمن إيماناً مطلقاً بأن هذا الصراع لن ينتهي ما دام هناك في الأرض ظلماً وجوراً إلا بإقامة الدولة العالمية للإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف، وأنالنا القيام معه).
3. أن يتناول القضية الحسينية بروحية وبرؤية ولغة معاصرة منفتحة على كل الحضارات الإنسانية، وأن تكون نظرته للأحداث نظرة شمولية بعيدة عن الطرح الفئوي الضيق، وبعيدة عن التعصب الأعمى الذي يضر أكثر مما ينفع.
4. كذلك على الكاتب أن يؤمن بأنه يقدم إلى الإنسانية فكراً مؤهلاً لقيادة العالم وتخليصه من مشاكله المزمنة، بتقديم الأدلة والبراهين من خلال تقديم النموذج الأجدر من أجل سعادة الإنسانية... مع التأكيد على مبدأ الاحترام المتبادل مع كل اختلاف يظهر مع الثقافات والكيانات الأخرى- لأن الحوار الرصين هو الضمانة الأكيدة لتحقيق التلاقح الفكري والتقارب بين المذاهب والأديان كافة.
5. كذلك من أولويات الخوض في هكذا مشاريع وتجارب... على الكاتب أن يعرف حقيقة الإمكانات التي يتوفر عليها، لكي يكون مؤهلاً للخوض في مثل هذه التجارب الإبداعية... أقول هذا لأن البعض كان قد خاض مثل هذه التجارب فكانت النتائج غير مرضية أو ليست بمستوى الطموح... ولأننا نتمنى النجاح للجميع وفي نفس الوقت نريد إنجازات إبداعية تضيف إلى ما هو موجود... ونريد أعمالاً تليق بمكانة الإمام الحسين عليه السلام وحقيقة تأثيره المتواصل في جميع حركات التحرر العالمية... فالتجربة المسرحية أكثر تعقيداً من كتابة القصيدة أو القصة... وبخاصة في الفكر الحسيني وقد أشرنا من خلال الإجابة على الأسئلة على كثير من الجوانب الأخرى التي يمكن أن تضاف إلى هذه النقاط.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat