صفحة الكاتب : افياء الحسيني

التربية الصالحة
افياء الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أحيانا وتحت شعار "التربية والتقويم" نقف حجر عثرة أمام استمتاع فلذات أكبادنا بطفولتهم البريئة، بل إننا نطبع وسماً سلبياً في حياتهم لا يُمكن إزالته، فكثير من الآباء وبعض المعلمين لا يعرفون من فنون التربية والتوجيه إلاّ المفردات المُحقِّرة، والعصا الغليظة التي تنخر في شخصياتهم الوادعة، لتحيلها إلى قائمة من السلوكيات السلبية، وهنا يحق لنا التساؤل:
هل أدت "المفردات المُحقِّرة والعصا" الدور المناط بها في التربية الإيجابية؟ هل عالجت هذه الوسائل السلوكيات السلبية لدى الطفل؟ بل هل أنتجت لنا جيلاً مخلصاً لمجتمعه، واثقاً من نفسه، مدركاً حقيقة تصرفاته؟ هل يمكن أن نُدرك أننا لا نُقدِّم لأبنائنا من خلال الضرب سوى الخوف؟ وإن ضربه وتعنيفه سيكون حائلاً بينه وبين إدراكه للسلوكيات الايجابية، ولكيفية تعديل سلوكياته الحالية. أم أن الضرب والتوبيخ بالمفردات المُحَقِّرة هو أقصر الطرق وأسهلها ليتخلَّص المربي من الموقف السلبي الذي أقدم عليه الابن؟
إن المتأمل لنتائج التربية بهذه الوسائل، يجد أن قائمة هذه النتائج تحوي: العناد، والعدوانية، والتوتر، والخوف، والاكتئاب الشديد، وضعف الشخصية، والتردد في اتخاذ القرارات، وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي، وعدم الثقة في المجتمع، بل إن اعتياد الابن على الضرب والتوبيخ كوسيلة أساس للعقاب يؤدي إلى اللامبالاة لديه، وهو الأمر الذي يتحول معه إلى أن يكون ثائراً على كل القيود الشرعية أو الاجتماعية أو الأسرية. 
إن شخصيات الأطفال ليست بتلك السلبية التي نحتاج معها إلى الحزم التام والضرب بيد من حديد لتقويمها؛ فالابتسامة، والنظرة الحانية، والتوجيه بصورة منفردة، والهدية التشجيعية، والتربية بالقدوة،... كلها وسائل أنجع من العصا، وأفضل من المفردات المُحَقِّرة، وأقرب لسنّة نبي الرحمة، ومنهج مربينا الأول ص.
فلماذا لا نعرف في مفردات التربية إلا العقاب وننسى الثواب، لم لا يرانا أبناؤنا أمامهم إلا حين يرتكبون مخالفة؟ أما حين يقومون بالأعمال الإيجابية وانتظارهم للتشجيع والثواب فإننا نتوارى عن أعينهم.. ألا يولد ذلك قناعة لديهم بأن التصرفات الإيجابية ليست مهمة؟ 
بل لمَ لا يتم العقاب بطرق أكثر إيجابية من الضرب؛ حرمان من بعض المصروف اليومي، منعه من الخروج مع زملائه، تكليفه ببعض أعمال المنزل المناسبة مع سنّه، عدم الحديث معه لفترة معينة.. ونحو ذلك.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


افياء الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/06



كتابة تعليق لموضوع : التربية الصالحة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net