صفحة الكاتب : عبد الرزاق عوده الغالبي

جدلية الايادي المباركة
عبد الرزاق عوده الغالبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تفاخرت ثلاثة  ارقام فيما بينها فطرق الزعيق  ابواب السماء ....هل تعلم ان اقسى انواع الشتيمة التي تعتصر القلب وتشحن الاسارير الما وحزنا هي شتيمة الاحساس ، ان يستصغر احدهم او ينتقص شأنك بكلمات المدح مع ابتسامة صفراء تعكس بطانة الذم...؟ وهذا شأن خبيث منتشر في ارجاء  زمن الافول المجهض بالانهيار والانبهار ....واتضح  سبب العراك ان الرقم – ثلاثة – ادعى افضليته على الرقم الذي سبقه وجميع الارقام التي تليه ويستثني من ذلك الرقم  - الاول - ، خوفا من الله الواحد الذي خلق الانسان مركبا على الرقم الثاني فكل شيء فيه مرتكز على هذا الرقم ، عينين ، حاجبين ، جفنين ، خدين ، منخرين ، يدين ، ساقين ،قدمين ،اذنين ، شفتين ، ثنائية مفرطة الانتشار في حيز الانسان جعلته شامخا بين الارقام فأصابه الغرور فهو يعتلي ناصية سيد المخلوقات.....
وتبجح الرقم – الاول -  بقدسيته، بشهادة الرقم الثالث ، فهو نعت للخالق ويتفرد به عقل وقلب الانسان الذي فضل على كل المخلوقات بسمة هذين الرقمين ، لقد اصبحا سلاحا فتاكا بيد ابن آدم الذي تفوق على جميع المخلوقات .... وهكذا دخل الرقم الموسوم بالوحدانية جدلية النقاش عنوة وفرض نفسه بقوة التدبير الموحد لكل الامور فهو الذي يدير الارقام جميعا بحكمته وحنكته الاحادية بالتعاون مع اخوته وابناء جلدته وقبيلته ، الضمير و الاحساس والفكر والراي والوعي والنفس والروح... ويتجه الاصبع نحو الانسان مرة اخرى بوحدانية التعقل والتطفل على جميع المخلوقات  وثنائية الاعضاء و مقبولية المنطق.
يستديم الصراع ويبرز الرقم الثالث في ساحة المحكمة وهو يقدم كل مثبتاته مع اعترافه استثناء التفاضل مع الرقم الاول  لمنزلته المظللة بوحدانية الله والعقل ، لكنه يعتبر نفسه افضل من كل الارقام عموما ...... وبدأت الجلسة وطلبت محكمة الحكمة الدليل والتثبت والبرهان لترجيح افضليته..... فاثبت بالقول ، ان الامر في كل شيء  خارج قدرة الخالق لا ينتصب الا بثلاث ، و اشكال المادة ثلاث : صلب و سائل وغاز ، وان ا شارات المرور ثلاث : احمر ، اصفر ، اخضر، اقسام الفعل في اللسان ثلاث: مضارع ، ماضي ، امر.... ابتسمت محكمة الحكمة لسذاجة البراهين والمثبتات بالرغم من حقيقتها الجدلية....واستمر الرقم الثالث القاء حججه الواهية ، الواحدة تلو الاخرى.....لم تقتنع المحكمة بجميع البراهين و الادلة حتى بلغ عنده سيل اليأس الزبى واحس بالاندحار والفشل .....وفي ومضة ربانية غير محسوبة ، اطلق الله لسانه فقذفها عبارة بحجم اعصار - ثلاثة يحبهم الله وتقبل اياديهم الملائكة - صمت قضاة المحكمة فجأة ، وكان وقع تلك العبارة كالصاعقة ..... بدا القضاة تبادل النظرات الحائرة ، ثم نطق الكل بكلمة واحدة .....صدقت وفزت على جميع الارقام بارك الله فيك.... رفعت الجلسة....!
ضجت المحكمة بالصياح واحتجت جميع الارقام الحاضرة في ساحة المحكمة على هذا الحكم وطالبت بالاستئناف او عودة القضاة لجلسة استثنائية للتوضيح ..... خرج حاجب المحكمة يعلن ان قاضي القضاة قرر جلسة استثنائية للتوضيح بعد استراحة امدها نصف ساعة وطلب من الجميع عدم مغادرة قاعة المحكمة......وعقدت الجلسة الاستثنائية وطلبت المحكمة من الرقم الثالث التوضيح :فقال:
خلق الله الارض ورتب فيها الحياة والمخلوقات بدورة طبيعية محسوبة بدقة لا تقبل الانحراف او التغيير ووضع لكل كائن حي ، واجب ونظام ، فتحركت كل المخلوقات بارادة الله الا الشيطان والانسان ، كانوا عصاة ومناهضين لهذا النظام .....بدا الانسان يقترب من الشيطان بالفعل والتدبير و الهدم والتخريب.... و حل دور التصدي من - ثلاثة يحبهم الله وتقبل الملائكة اياديهم – الاول صاحب يد تغرس غرسا يرضي الله والناس والتاني صاحب يد خشنة تعمل ولا تمسك الحرام والثالث فاقهما في الاهمية فهو صاحب يد تنشر النظافة وتلمع الحياة ....وتلك اليد انتفضت لتعديل المسار الذي خربه الانسان والشيطان في اعمدة الجمال وعناصر الرقي وعنفوان النظافة الشامخ ، فان تساهلت قليلا ، يدفن الجمال وتتصدع الحياة ويختفي بريقها تحت قشور الديمومة والمبدأ المعروف : ما استمر موطئ نظيف الا وكبر حجم القمامة في ابوابه.....انهى الرقم الثالث كلامه بتلك العبارة تحت اعجاب ومقبولية جميع الارقام بلا استثناء......                                                                                                                 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرزاق عوده الغالبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/24



كتابة تعليق لموضوع : جدلية الايادي المباركة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net