كيف حفظ الفكر الأسلامي حقوق الأنسان
جنان الهلالي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جنان الهلالي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أصبحت فكرة حقوق الأنسان والدعوة اليها، من الأمور الجوهرية في المجتمات المعاصرة. وارتبط قيام مبادئ حقوق الإنسان والدفاع عنها في العصر الحديث، سواء في المجتمعات التي تنتسب إلى الإسلام أو غيرها في الغرب، الذي أصبح مرجعاً للحقوق الأنسانية ، وأن وجدت تلك الحقوق وثقفت لها الدساتير والقوانين، تبقى غير منصفة بصورة كلية للأنسان لأنها تخضع للتغير والتعديل حسب تغيرات سياسية مغرضة من دولة إلى آخرى او فئة على حساب فئة أقوى كلأقليات في بعض الدول او بسبب اختلاف لون البشرة كما هو عليه النزاع الدائر منذ سنوات في اميركا وأصحاب البشرة السوداء. أو مثل اضطهاد حكومة الصين لمسلمو الآيغور في الصين.او بين طائفة على حساب طائفة آخرى. والأمثلة كثيرة، يكون فيها الربح في الحياة للأقوى. أما حقوق الأنسان وشعاراته قد نجدها في بعض البلدان حبرٌ على ورق فما أن خرجت اقلية أو مظاهرة شعبية للمطالبة بحقوقها الشرعية إلا وسحقتها الفئة الأكبر ونكلت بهم أشّد تنكيل. حتى تصبح خاضعة ذليلة في بلدها. أمَّا في الفكر والشريعة الإسلامية فإنَّ من ينظر حقوق الإنسان في الإسلام يجدأنَّها حقوق شرعية أبدية لاتتغير ولاتتبدل مهما طال الزمن، لايدخلها لاتحريف ولاتبديل، لها حصانةٌ ذاتية؛ لأنَّها من لَدُنِ حكيمٍ عليم. فالله (جل وعلا) أعلمُ بخلقه ِ وهو أعلم لمصالح العباد من أنفسهم، فهي أحكام إلهية تكليفية، أنزل الله (جل وعلا) بها كتبهِ وأرسل بها رُسُلهِ. لقد رضي الله لهذه الأمة الإسلام ديناً وجعل محمد خاتم الأنبياء "صلى الله عليه وآله ". وفوق ذلك كلَّه فرض الله على العباد حماية هذه الحقوق ورعايتها فيما بينهم. ومن ثم نجد أنَّ الإسلام قدس حقوق الأنسان إلى الحد الذي تجاوز مرتبة الحقوق فااعتبرها من الضرورات ومن ثم ادخلها في إطار الواجبات. بحيث بين الإسلام للأنسان أنَّ من واجب الانسان أن يطلبها ويسعى في سبيلها، ويتمسك بالحصول عليها ويُحرم صدَْه عن طلبها، وبهذا ضمن للأنسان العيش بحرية وكرامة. فقد خلق الإنسان عزيزاً حراً. ولايخفى إن الناس إنما أقبلوا إلى الدخول في بلاد الإسلام والعيش فيه أو من اعتنقوا الديانة الاسلامية مؤخراً. لأنهم رأوا في الإسلام و في بلاد المسلمين حريات واسعة تطلق لروحه العنان وتخلصها من براثين الجهل. أن مانراه متقلبات فكرية وعبثية من بعض الذين يصفون الدين الأسلامي يُقيد الحريات ويحجب الحقوق لا كما هو عليه الحال في الدول الغربية، ويصف الحريات الغربية مطلقة وتحفظ للأنسان حقوقه ماهو إلا تخبط فكري غير منصف، لان مانراه اليوم في بلادنا من فوضى واضطرابات هو نتيجة لتحكم الإستبداد والدكتاتورية، فإن الإستبداد مستنقع مملوء بالأوبئة الفاسدة التي تنشر الأمراض بالمجتمع.. كالطغيان والظلم، والفقر، والقمع، والسجن، والتشرد، والحروب. الإسلام دين رحمة نستلهم الدروس والعبر من نبي الإسلام الذي بعثهُ الله لم يختاره الله ملكاً من ملوك الأرض أو وجيهاً من وجهاء مكة بل أختاره فقيراً صادقاً اميناً لم يملك غير حريته وشرف اخلاقهُ التي قال عنها الله في كتابه الكريم (وإنك على خلقٍ عظيم). وهو المصدر الثاني لحقوق الأنسان في الشريعة الإسلامية فهو السُنَّة النبوية الشريفة، وهي كل ماصدر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قولٍ أو فعلٍأو تقرير أو صفة خلقية...والسُنَّة النيوية حُجَّة شرعية قال الله جلا وعلا (مَّن يُطِع الرَّسُولَ فقد أَطاع اللّٰهَ). والسنة النبوية تابعة للقرآن الكريم وبيان له، إما تفريع القرآن أو شرح لكُلِّيته، ومن ثمّ فإن لدستور المدينة المنورة قَصَبُ السَبْبق بالنسبة لكل دساتير العالم. فقد كان للرسول دور بارزفي إخراج المجتمع من دوامة الصراع القَبَلي إلى رحاب الأخوة والمحبَّة والتسامح. انتصر الرسول وأسس مدينته على الحب والتقوى والعدل والمساواة ورفض العبودية. فكانت أول دولة مسلمة تحفظ للأنسان حقوقه وتحفظ له كرامته. وأستمرت تلك الجذور الفكرية ونمت واعطت ثمارها حتى بعد وفاة الرسول (صل الله عليه وآله) بعد ان حرص عليها وشذبها الأئمة المعصومين. وعملوا بها بعد رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) في انصاف ابناء الأمة وعانوا ماعانوا في سبيل الحرص عليها وامتدادها من جيل إلى جيل. ولعل المطلع على رسالة الأمام علي عليه السلام لمالك الأشتر والتي تَعد تطوراً كبيراً على طريق إدارة وحكم البلاد، التي فُتحت ودخلها الإسلام! يُرسي بكل وضوح المعالم الأساسية لمهمات الحاكم المُسلم وحقوق الرعية، ومن ثم فهي من الوثائق التي قلَّ التعامل معها وعرضها لجمهور المسلمين.
فالحقوق في الفكر الإسلامي لاتخص إنساناً دون آخر بل إنها لصيقة بالإنسان بوصفهِ إنساناً أينما كان .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat