أسسُ المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام ( الحلقة الثانية)
كامل حسين علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كامل حسين علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في الحلقة السابقة ذكرنا أساس الشريعة الإسلامية، باعتباره الأساس الأول لمنهج التربية عند أهل البيت (ع)...
ثانياً: الأساس النفسي:
إن العملية التربوية وتعلّمَ الفرد، هي عملية تقبّل واستعداد نفسي وقلبي أولاً، فلا يمكنُ أن تربّي طفلاً على عمل شيء معين، ما لم يكن هناك تهيؤ واستعداد نفسي وعقلي نحو ذلك الشيء. وهذا ما أشار اليه الإمامُ علي (ع) حين يقول: (الخيّرُ النفسِ تكون الحركة في الخير عليه سهلة متيسّرة، والحركة في الإضرار عسرة بطيئة، والشرير بالضد من ذلك). فالتهيؤ والاستعداد والتقبل النفسي، ينقل الإنسانَ من مرحلة التأثير الوجداني الى مرحلة العمل الايجابي الواقعي، على ضوء المفاهيم المستعدة لتقبلها، وأن الاستعدادَ النفسي للفرد يتراجع وينكص أحياناً لظروف طارئة، فينبغي مراعاة ظروفه وأحواله؛ وفي هذا المجال قال الإمامُ علي (ع): (إن للقلوب شهوة وإقبالاً وإدبارا، فأتوها من قبل شهوتها وإقبالها، فان القلبَ إذا أكره عمي). وقال الإمامُ علي بن موسى الرضا (ع): (إن للقلوب إقبالاً وإدباراً ونشاطاً وفتورا، فاذا اقبلت بصرت وفهمت، واذا ادبرت كلّتْ وملّتْ، فخذوها عند إقبالِها ونشاطِها، وانزلوها عند ادبارها وفتورها)؛ كذلك فان عملية التربية عملية متبادلة بين المربّي والمتربي، وتتحقق بالاعتدال النفساني بين الطرفين، وقبول أحدهما الآخر نفسياً.
ثالثاً: الأساس العقلي:
إن عملية التربية والتعلم هي عملية عقلية، وهي القدرة العقلية على إدراك الحقائق والمواقف وسير الأحداث والقدرة على التشخيص في حال ارتباك المفاهيم والقيم، والقدرة على استخلاص العبر والدروس وراء الأحداث والمواقف، والى تمييز الحسن من القبيح في الأفكار والممارسات.
وعملية التعقل من أساسيات المنهج التربوي عند أهل البيت (ع)، فالعقلُ دليل الإنسان ومفتاح أمره نحو الرشاد والتكامل والنجاح في جميع مراحل التربية للإنسان، حيث قال الامام علي (ع): (من استعانَ بالعقلِ سدّده)، وقال (ع): (ثمرة العقل الاستقامة) وقال (ع): (من عقل عف)، وقال أيضاً: (بالعقل تُنال الخيرات)؛ فالعقل يسدّد الانسان، ويوصله الى سبل الرشاد والاستقامة، وله الدورُ الأكبر في العفة والخلق الرفيع، وفي نوال الخيرات.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat