لا شيء صدفة، حين تتقارب الافكار والارواح والابتسامات تضيء قناديلها الذكريات تنبثق حياة غير تلك التي نعرفها، هو اخ له من أم تشبه لتلك التي انجبته بمحاربتها ويلات الحياة الضاجة بقسوتها، وأب كأبيه حين تسحقه عجلات الحروب تراه شامخاً كالنخيل، رافقتهم الحياة بصخبها وفقرها حتى امسوا روحاً بجسدين وكأنهم توئمين، نظر الــى عيني صديقه فوجد نفسه، حيث كان الوحيد لأهله لذلك لم يشعرا بشعور الأخوة إلا معا.. وهو يقول له ويردد تماسك يا عباس فكر في كل شيء جميل مر بك فكر بوالدتك كيف ستتركها وحيدة تعاني ألم الفقد وانت ولدها الوحيد وسندها في هذه الدنيا، وكيف لك ان تترك أخاك حسين يعيش وحيداً يعاني الم الفقدً؟ ألم نتعاهد ونتفق ان يكون طريقنا واحد، زواجنا في يوم واحد وحتى التحاقنا بالحشد الشعبي كنا معاً وتعاهدنا حينها ان نستشهد معاً؟ فأين تريد يا اخي ورفيق دربي.
عباس ذلك الشاب اليافع الوحيد لأمه والذي فقد والده اثناء احدى التفجيرات الجبانة لداعش في احدى أسواق مدينة بغداد لذلك عاش يتيماً وكافلاً لوالدته التي أصبحت لا تملك شيئاً من الدنيا غير ذكرى والده الشهيد و قرة عينها عباس والذي دائماً ما تناديه تدللاً بـ (الفضل)
ذلك الفتى البار، قوي البنية، يدرس صباحاً ويعمل بعد عودته من المدرسة لأنه المعيل الوحيد لوالدته، فقد كان يعمل مع صديقه منذ الطفولة حيث دائماً ما يناديه بأخي (حسين) في مكتبة قريبة من الجامعة التي يدرس فيها والتي يملكها والد حسين.
" سأنتظِرُك " قالها عباس بعد ان نطق الشهادة وعرجت روحه الى رب الملكوت
ما أجمل أن تتعاهد القلوبُ العاشِقة على اللقاء في جِنان الله ..
وما أجمل أن يكون أحدهما شهيدًا وقد أقسم أن ينتظر نصفهُ الآخر ليدخلا الجنة معًا أي حبٍ .. وأي تلاميذ قد تخرجوا من مدرسةِ الصبر والوفاء.
بين الحُب والحرب ... قلوب تعثرت ، واحلام تاهت ، وامنيات ماتت ، وأرواح تحترق لشوق اللقاء ، وعند الحسين الملتقى.
((مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا))
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat