التوازن والمساواة بين الأطفال
تبارك صباح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تبارك صباح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من الأمور المهمة التي لا بدّ من مراعاتها عند تربية الأطفال تربية سوية هي التوازن والمساواة بينهم، فينبغي على الآباء أن ينظروا إلى جميع أبنائهم بعين واحدة دون تمييز بينهم - بنين وبنات - ويعاملوهم بعدالة ومساواة ليزرعوا حبّ العدالة والمساواة في أنفسهم، وهؤلاء الذين لا يراعون المساواة، ويرجحون واحداً على آخر، أو الولد على البنت في العطف والحنو، إنما هم يحبطون أطفالهم ويحطمون شخصياتهم، مما يؤدي إلى احتقار أنفسهم؛ فالأطفال الذين يشاهدون أحد إخوتهم يحظى بحبّ وحنان الوالدين أكثر مما يحظون به سيتألمون كثيراً، ويشعرون بالضعة والحقارة في نفوسهم، وتكرار ذلك يؤجج الإحساس بالضعة والذل في صدورهم، مما ينعكس على سلوكهم وتصرفاتهم في المستقبل يوماً بعد يوم طيلة حياتهم.
فقد تشمل هذه المظاهر عدم الثقة بالنفس والإحساس بالفشل وعدم الجدارة، وفقدان الإرادة والحسد وحب الانتقام.. ولكن الشعور بالعدالة والمساواة والعطف والحنان يشيع الأمن والأمان في نفوس الأطفال، ويزيدهم ثقة على ثقة بالنفس. فالطفل الذي يتربى على الاستبداد والقهر والعنف في المعاملة يعيش خاملاً، مهلهل الشخصية، عديم الثقة بنفسه، لا هدف له ولا قصد مما ينعكس على أسرته والمجتمع ككل.
وينبغي على الآباء أيضاً فتح قنوات التواصل والحوار والإقناع مع الأبناء في جميع المجالات بما فيها الأمور التي لم يتعود الآباء التواصل فيها من قبل. ويجب أن يكون الحوار بسيطاً يبتعد عن أسلوب المحاضرات والإملاءات وأن يكون حواراً متساوياً لكلا الطرفين، بمعنى أن يكون لهما نفس الحق والوقت ويحترم استقلالية الأبناء. ويجب أن يسمح الآباء لأبنائهم التحدث في أي موضوع يشعرون بأهميته لهم، وعند الحوار مع الأبناء يجب ألا يرتفع الصوت من كلا الطرفين، حتى يكون الحوار مفهوما وكأنه يجري بين أصدقاء أو زملاء.
وإذا كان السلوك مع الأطفال على هذا النحو نشؤوا نشأة سوية، والتزموا بأدب الحوار مع الآخرين؛ وإذا افتقدت التربية أساليب الإقناع والحوار، فسينتج عنها حتماً أشخاص فاقدو الثقة بالنفس، لا يملكون زمام المبادرة، ويميلون إلى حب الذات، وبالتالي يستسهلون الكذب والنفاق والتذلل وعدم إدراك قيمة العمل؛ لأن الذي لا ثقة له بنفسه يلجأ إلى تحقيق مآربه وأهدافه بوسائل غير مشروعة والتي تقوم في الغالب على النفاق والخداع.. ولهذا يجب على الآباء أن يعدلوا عن أساليب القمع والإسكات في تربيتهم، وأن يسمحوا لأولادهم بالتعبير عن أنفسهم بالطريقة التي يريدون وعن آرائهم مهما كانت تظهر سطحيتها وبساطتها، وأن يسمح لهم بأخذ المبادرة وإبداء آرائهم دون الاستهانة أو الاستهزاء بهم. وكما أنه من الضروري أن يقوم الآباء بالإجابة على أسئلة الأبناء مهما كانت محرجة أو غير مناسبة، وأن تتصف إجاباتهم بالصدق والموضوعية، فعاقبة الإجابة غير الصحيحة وخيمة على الأطفال.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat