صفين هو اسم أرض كبيرة واسعة تقع بالقرب من مدينة الرقة السورية، ويوجد فيها مرقد الصحابي الجليل عمار بن ياسر (رض) ومرقد صحابي أمير المؤمنين علي (ع) أويس القرني (رض)، هذه المعركة دارت بين جيش الامام (ع) الخليفة المنتخب، وبين معاوية وجيشه الضال، وكانت معركة رهيبة تقشعر الابدان من سماع حوادثها وفجائعها، وضياع الحق وغلبة الباطل عن طريق الخديعة والغدر والمكر والمراوغة، ومنع الجيش الضال الماء عن جيش الامام (ع)، وعندما ملك الإمام (ع) النهر، سمح لجيش معاوية الورود للفرات، عندها تجلت صحيفة الامام نقية بيضاء تتلألأ، تمثلت بالعدالة والتقوى والورع، وعدم ايقاع الأذى بالمسلمين، وقد سمع الامام (ع) من احد جنده يقول شعراً:
أيمنعنا القوم ماء الفرات؟ * وفينا الرماح وفينا الحجف
وفينا علي وله صولته * إذا أخافوه الردى لم يخف
وعند بدء المعركة برز الإمام (ع) ونادى: (ابرز إلي يا معاوية، فعلى من يتقاتلون المسلمين بينهم، لنرى أينا صاحب الحق؟) عندها همس عمرو بن العاص أذن معاوية قائلاً له: (والله لقد انصفك الرجل، ابرز له فستكون على إحدى الحسنيين، فان قتلته ستكون قتلت قاتل الأقران وتزداد شرفاً لشرفك، وتسود قومك، وان قتلك فتكون قد استعجلت مرافقة الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا)، فأجابه معاوية قائلاً: (يا ابن العاص، الثانية أشر من الأولى، أوقت مزاح هذا، هذا علي لم يبرز له رجل إلا وجندله، اطمعت بالولاية من بعدي؟).
وانتهت معركة صفين برفع المصاحف على رؤوس الأسنة، ثم الى التحكيم المقيت الذي أضاع حق أمير المؤمنين (ع)؛ لأن الخوارج هم الذين اجبروا امامهم وقائدهم على القبول بالتحكيم الظالم، ثم انهاء المعركة بهذه الطريقة التي تدمي القلوب...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat