كربلاء... تاريخ النشوء وأصل التسمية/193 التقسيم الإداري لكربلاء قبل الفتح الإسلامي للعراق
جسام محمد السعيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جسام محمد السعيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ذكرنا في العدد السابق الوحدات الإدارية القديمة (طسوج النهرين) لنكمل بعدها الوحدات الآتية:
1- طسوج سورا: ويقع جنوب شرق كربلاء الحالية، وقد سُمّي في وقت ما بطسوج سورا وبربيسما وتبع له حينها عشرة رساتيق(1)، وتتبع له النواحي التالية حسب تقسيمنا(2):
أ- رستاق سورا (وهو مركز القضاء): وقد كانت مدينة (سورا) مركزاً من مراكز العلم لليهود العراقيين، وهي من مستوطناتهم القديمة التي سكنوا فيها منذ أيام السبي البابلي، وتمتعت باستقلال في إدارة شؤونها وفق شرعهم(3)، ثم سكنها المسيحيون فالمسلمون بعد الفتح الإسلامي للبلاد، لتصبح مدينة إسلامية، وتقع هذه المدينة على نهر الفرات (العلقمي)، وقد سمّيت هذه المدينة فيما بعد (سوراء)، وعاشت حتى اندثارها وصيرورتها أطلالاً في القرن التاسع الهجري، بعد اندثار فرع الفرات الكائنة عليه.
ب- رستاق النخيلة.
ت- رستاق نينوى: ومركزه قرية نينوى الواقعة على نهر العلقمي(4) الواقعة جنوب شرق مركز كربلاء الحالية، ويتبع له القرية التي تذكر المصادر أنها كانت محل عبادة لأقوام متعددين، وفيها موضع أو معبد وأن اسم أرضه المقدسة كانت السبب الرئيسي لاشتقاق تسمية كربلاء منها، وأن هذه القرية تقع ضمن مركزها الحالي، أو ما يسمى المدينة القديمة.
ث- رستاق الضاحية: وتتبع له العديد من المناطق الواقعة الآن قرب قصر الأخيضر.
ج- رستاق باروسما: ومركزه العطيشي، وموقعه على أحد فروع نهر نينوى أو نهر الملك المسمى (نار ملخا) باللغات العراقية القديمة، أسفل طسوج نهر الملك، وحدّه الشمالي تقريباً هو الشارع الذي يربط المسيب وجرف الصخر، وقد كان في فترة سابقة طسوجاً(5)، وقد كان مع نهر الملك يشكل طسوجاً واحداً يتبع له عشرة رساتيق كما ذكره أحد المؤرخين.
2- طسوج نهر الملك: وتقع أراضي هذا القضاء على ضفتي نهر الملك، والذي سمّي فيما بعد بنهر نينوى، ثم في العهد الإسلامي بنهر كوثي، وهو متفرع من يمين نهر الفرات، وهو الفرع الرابع المذكور في التوراة لنهر الفرات الأصلي والمتفرع من يساره، ويتبع لهذا لقضاء مدينة متوسطة الأهمية وعدة قرى(6).
3- طسوج السيبَيْن: السيب هو مجرى الماء، كالنهر، وهو من سواد الكوفة، وسُمّي أيضاً طسوج السيبين والوقوف، والمنطقة الأخيرة هي التي تضمّ منطقة الأبيتر، ويضمّ قبر العالم نوح بن دراج(رضوان الله عليه)، وتتغذى مقاطعاته من نهر نينوى أيضاً، حيث أنها تقع على جانبيه كذلك، كما تقع أراضيه جنوب طسوج نهر الملك، وذكر أحد المؤرخين أن السيبين والوقوف، ضياع جُمعت من عدة طساسيج وصيّرت ضيعة واحدة، فهي أعظم قدراً من طسّوجين(7)، وينقسم هذا الطسوج حسب تقسيمنا إلى ناحيتين(8):
ح- رستاق السيب الأعلى: ومركزه قصبة شانيا، وهي أيضاً قصبة طسوج السيبين(9)، وكان يضمّ الرستاق كافة الجانب الغربي من قضاء الهندية الحالي، وناحية الجدول الغربي.
خ- رستاق السيب الأسفل: وكان يقع ضمن مناطق قرية الطف الحالية -من توابع ناحية الحسينية- والقنطرة البيضاء، والمناطق الواقعة شمال كربلاء أسفل نهر الحسينية، التي تقع جنوب الغاضريات، عدا قرية كربلة القديمة، الواقعة جنوب غرب هذا الرستاق.
4- طسوج عين التمر: وقد ذكر أحد المؤرخين أن له ثلاثة رساتيق(10)، ويضمّ اثنتين حسب تقسيمنا هما:
أ- رستاق عين التمر، وتضم مركز القضاء، وقد أصبحت المدينة الآن موقعاً أثرياً غير مسكون، وما بقي منها هو حصن الأخيضر(11).
5- رستاق شفاثة(12): وهو الآن مركز قضاء عين التمر الحالي.
6- طسوج الجبة والبداة: وكان يتبع له ثمانية رساتيق، كما أشار إليه أحد المصادر(13)، وقيل أن أراضيه تقع في ناحية الكفل، وخان المصلى(14).
7- طسوج الفلوجة العليا: وهي ليست مدينة الفلوجة الحالية، حيث يقع هذا الطسوج شمال طسوج بابل، وتبدأ حدوده الشمالية من جنوب شرق مدينة الإسكندرية الحالية، ويمتد جنوباً حتى طسوج نهر الملك، ويقع ضمن طسوج الفلوجة العليا قصر ابن هبيرة، ومركز هذا الطسوج هو مدينة (الزابوقة)، وكانت تقع في أرض مدينة سدة الهندية، التابعة لمحافظة بابل حالياً(15)، ورساتيق هذا الطسوج خمسة عشر(16).
8- طسوج الفلوجة السفلى: يقع هذا الطسوج أسفل الطسوج السابق، وعلى نهر الفلوجة (الهندية الحالي)، ومركزها كان في مدينة الكفل الحالية التابعة لمحافظة بابل(17) ، ورساتيق هذا الطسوج ستة.
المصادر:
1- المسالك والممالك/ ابن خرداذبة، ص:23(وضع مقدمته ودققه ووضع فهارسه الدكتور محمد مخزوم).
2- ذكر مهنا رباط الدويش المطيري في موسوعة تأريخ كربلاء - جزء (تأريخ مدينتي سورا وكربلاء) من(ص107- ص110)، تبعية عين التمر لسورا؛ لأن هذا التقسيم كان في القرن الثالث الهجري حسب هذا المصدر، ولكن في الجزء الثالث من نفس الكتاب: ص249، ذكر أن عين التمر في العهد الساساني كانت طسوجاً، وهو ما اتبعناه في التقسيم المذكور؛ لأنه الأقرب زمناً لما قبل الفتح الإسلامي؛ كونها الفترة التي اعتمدناها في ذلك التقسيم.
3- البشارات -الكراسة الأولى/ العلامة المحقق السيد سامي البدري– فصل: موجز عن (الكتاب المقدس) وأسفاره ولغته الأصلية وترجماته الأساسية- الهامش رقم 19/ص29.
4- نينوى هذه هي غير نينوى المشهورة في التأريخ الموجودة في شمال العراق، ويمكن لنا تسمية الأولى بالجنوبية تمييزاً لها عن الشمالية، حيث سُمّيت باسم الأخيرة، كما يذكر الدكتور مصطفى جواد في (ص15-16) في بحثه ضمن موسوعة العتبات المقدسة/ج8/ قسم كربلاء، لمؤلفها جعفر الخليلي: )أنها سُمّيت كذلك، إما لمعارضتها وإما لإدامة ذكرها، على عادة الناس في تسمية البلدة التي يُنشئونها بعد المهاجرة من بلادهم والجلاء عنها، ويسمّونها باسم بلدتهم التي هاجروا منها، وهذا معروف قديماً وحديثاً، وهو من أجمل ضروب الوفاء، وإن كان لغير الأحياء(.
5- (تأريخ مدينتي سورا وكربلاء)/ مهنا رباط الدويش المطيري: ص25، 29.
6- المسالك والممالك/ ابن خرداذبة/ (وضع مقدمته ودققه ووضع فهارسه الدكتور محمد مخزوم): ص20.
7- بتصرف من المصدر السابق: ص22- ص24.
8- المسالك والممالك/ ابن خرداذبة/ (وضع مقدمته ودققه ووضع فهارسه الدكتور محمد مخزوم): ص20.
9- النص والتعداد بتصرف من المصدر السابق: ص67، ص63-65، علماً أن هذا الكتاب بجميع أجزائه أشار إلى كون قبر العالم نوح بن دراج(رضوان الله عليه) المدفون في مقاطعة الأبيتر هو قبر النبي نوح(عليه السلام) والصحيح أنه(عليه السلام) مدفون جوار أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، كما هو صريح الزيارة التي يُزار بها والواردة عن الإمام جعفر الصادق(عليه السلام)، والتي نقلها أكثر من مصدر، منها، إقبال الأعمال/ السيد ابن طاووس -ج3: ص135، المزار/ الشهيد الأول: ص43، بحار الأنوار/ العلامة المجلسي -ج97: ص286.
أما قبر العالم المذكور فسيرد ما يفيدنا عنه لاحقاً، وهو قبر لأحد علماء المسلمين، من العصر العباسي.
10- المسالك والممالك/ ابن خرداذبة/ (وضع مقدمته ودققه ووضع فهارسه الدكتور محمد مخزوم): ص23.
11- بتصرف من: موسوعة تأريخ كربلاء - الجزء الثالث (تأريخ مدينة النهرين): ص132.
12- بتصرف من: موسوعة العتبات المقدسة – الجزء الثامن – قسم كربلاء/ جعفر الخليلي: ص30، جزء من بحث للدكتور مصطفى جواد.
13- ورد في (تأريخ مدينتي سورا وكربلاء)/ مهنا رباط الدويش المطيري، اسم (شثاثا) وهي تسمية عامية، والصحيح هو ما ذكر، كما ورد في المصدر السابق في ص31.
14- المسالك والممالك/ ابن خرداذبة/ (وضع مقدمته ودققه ووضع فهارسه الدكتور محمد مخزوم): ص23.
15- بتصرف من: الجزء السادس من موسوعة تاريخ كربلاء -(نشأة كربلاء)/ مهنا رباط الدويش المطيري: ص101.
16- هذه الفقرة بتصرف واختصار من: موسوعة تأريخ كربلاء –ج3- (تأريخ مدينة النهرين)/ مهنا رباط المطيري: ص155-156.
17- هذه الفقرة بتصرف واختصار من: موسوعة تأريخ كربلاء –ج3- (تأريخ مدينة النهرين)/ مهنا رباط المطيري: ص170-173.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat