جدلية تفضيل أهل البيت(ع) على الأنبياء ( الحلقة الخامسة )
معد البطاط
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
معد البطاط
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الإمام أمير المؤمنين (ع) هو الإمام والخليفة على أمة كتابها أشملُ الكتب، ونبيها أشرف الأنبياء، وهي التي استوعبت الديانات الأُخَر وزادت، وكانت صالحة إلى يوم القيامة تتماشى مع التطور والإبداع. وعلي (ع) الذي عنده علم كتابها وعلم الرسول (ص)، فلا غرابة بعد هذا أن يكون أفضل ممن هو مسؤول على شريعة منسوخة أقلّ شأناً من هذه الشريعة مع عظمتها.
وهناك أدلة كثيرة يمكن أن نستفيد منها، ولكننا نختار بعضها، ليكون تأييداً لما مرَّ، فتتعاضد الأدلة ليقوي بعضها بعضاً, وكما قلنا يكون التركيز على أمير المؤمنين (ع):
1- آية المباهلة:
قوله تعالى: (وأنفسنا) اتفق المسلمون على أنها تخصّ أمير المؤمنين (ع)، إذ لم يدعُ النبي (ص) غيرَه، فلدعوة الأبناء أخرج الحسنين، وللنساء فاطمة، ولأنفسنا علياً (ع)، فوصفه الله بنفس النبي (ص)، وهذا تطابق تام إلا ما خرج بدليل آخر كالنبوة التي خرجت بحديث المنزلة، ومن كان نفسَ أشرف الخلق، يكون أشرف من غيره .
2- المختار الثاني بعد نبيه (ص):
ورد في (المعجم الكبير للطبراني/ ج11/ ص77) عن النبي (ص): (... يا فاطمة: إن الله (عز وجل) اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر زوجك). ولم يقل الحديث اختار من هذه الأمة مثلاً، بل من الأرض التي تضم كل الأنبياء.
3- فضله على الناس كجبرائيل على الملائكة:
في كفاية الطالب للكنجي الشافعي الباب السابع والثمانون في حديث طويل، إلى أن قال (ص): (... فضل علي على سائر الناس كفضل جبرائيل على سائر الملائكة). قلت (والكلام للكنجي): هذا حديث حسن عال...).
4- أحبّ الخلق الى الله تعالى:
نقل الحاكم في مستدركه: (عن أنس بن مالك (رض) قال: كنت أخدم رسول الله (ص)، فقدم لرسول الله (ص) فرخ مشوي، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. قال: فقلت: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار، فجاء علي رضي الله عنه، فقلت: إن رسول الله (ص) على حاجة، ثم جاء فقلت: إن رسول الله (ص) على حاجة، ثم جاء، فقال رسول الله (ص): افتح فدخل فقال رسول الله (ص): ما حبَسك عليَّ؟ فقال: إن هذه آخر ثلاث كرّات، يرُدُّني أنس يزعم أنك على حاجة، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقلت: يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلاً من قومي، فقال رسول الله (ص): إن الرجل قد يحب قومه) (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).
ففي هذا الحديث، عليٌ (ع) أحب الخلق إلى الله بعد النبي (ص)؛ كونه هو الداعي فيخرج عن الخلق. وكما هو معلوم، إننا مأمورون أن نحب في الله ونبغض في الله، ويزداد الحب لأوليائه على قدر قربهم من الله سبحانه، ويزداد بغضهم على قدر بعدهم عن الله سبحانه وعنادهم، فالله يحب النبي (ص)؛ لكونه أقرب الناس إليه، فهو الحبيب (ص)، ومن بعده علي (ع) كما ثبت في هذا الحديث, فيكون أفضل من باقي الأنبياء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat