جدلية تفضيل أهل البيت(ع) على الأنبياء الحلقة السادسة
معد البطاط
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
معد البطاط
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التقوى:
من أهم صفات التفضيل في كتاب الله التقوى: قال تعالى: (... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..) الحجرات: 13. والتقوى هي: أن لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يجدك حيث نهاك، وبمعنى أبسط، أن تقيم الواجبات وتجتنب وتتقي المحرمات، فإن كان العلم الميزة الأولى فالعمل به هنا يكون الصفة الثانية للكرامة عند الله.
نرجع إلى القرآن الكريم قال تعالى: (..إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).
والرجسُ: كل مستقذر مادي أو معنوي، فكل ما هو رجس عند الشريعة أذهبه الله تعالى عنهم، فلا ذنب عندهم، ومن ثم هم مطهرون (تطهيرا) بصيغة المفعول المطلق لتأكيد هذه الطهارة, إذن، فهذه الآية الكريمة بصيغة الحصر، وإذهاب الرجس والتطهير بصيغة التوكيد لم تأتِ لأحد من العالمين غيرهم.
ثم إن الإرادة الإلهية هنا هي من سنخ الإرادة التكوينية لا التشريعية؛ لأنه سبحانه أسند الإذهاب إلى نفسه القدسية، لا إليهم، فلم يقل: (إنما يريدُ الله أن تُذهبوا ....الخ). وبهذا نعلم أن أهل البيت(ع) معصومون بأرقى درجات العصمة، ليس من الذنوب فحسب، بل من كلِّ ما ينقض غرض المشرِّع الحكيم، وهذا ما نقوله.
وقد خصَّص النبي(ص) أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام:
ففي صحيح مسلم/ كتاب الفضائل/ باب فضائل أهل البيت: (قالت عائشة خرج النبي(ص) غداة، وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء عليٌ فأدخله، ثم قال: (..إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).
وهكذا خصَّص النبي(ص) مفهوم أهل البيت في هؤلاء الأربعة، ولا نريد التفصيل في ذلك فيطول بنا المقام، وفي ما مرَّ من الآية الكريمة وهذا الحديث كفاية، سيما وأننا نرى الخطأ صدر من نساء النبي(ص) كخروج عائشة على إمام زمانها، وعدم قرارها في بيتها كما أمرها الله في كتابه.
ثمَّ إنَّ هذا التطهير -بلحاظ حيثيات الآية الكريمة- يعني التقوى بأعلى مراتبها, فيكون فضلهم وكرامتهم على الله تعالى أكثر من غيرهم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat