صفحة الكاتب : باسل عباس خضير

التحديات التي تواجه موازنة 2022
باسل عباس خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

استنادا إلى السياقات الدستورية ، فمن المفروض أن تكون موازنة 2022 قد تم الانتهاء من إعدادها في هذا الأيام تمهيدا لإحالتها إلى مجلس النواب لمناقشتها والمصادقة عليها ، وقد أعلنت وزارة المالية في تصريحات سابقة بأنها جاهزة لتقديم الموازنة ، ولكن تحول الحكومة لتصريف الأعمال وتقييد صلاحياتها بخصوص اقتراح القوانين أرجا هذا الموضوع إلى موعد غير معلوم ، وهو ما أثلج صدور الكثير من العراقيين الذين تضرروا من السياسات المالية لحكومة تصريف الإعمال ، والموازنة لا يمكن أن تقدم وقد تم حل مجلس النواب ولم تنعقد الجلسة الأولى لدورته الخامسة بعد ، وحسب التوقعات فان المجلس حتى وان انعقد خلال الأسابيع الباقية من السنة المالية الحالية فان تشكيل الحكومة ( مجلس الوزراء ) سيتأخر إلى ما بعد بداية السنة المالية 2022 ، وهذا هو التحدي الأول للموازنة القادمة لأنها ستتأخر في توقيتات صدورها رغم إن بعض الفائزين في الانتخابات لا يرغبون  بتكرار حالة التأخر في إصدار الموازنة الذي ساد منذ سنوات ، وكما هو معلوم فان أية حكومة ستتشكل سيكون لها برامج وأهداف وأسبقيات ربما تختلف عن ما التزمت به الحكومات السابقة ، مما يشير بان الحكومة القادمة وان لم تتوضح معالمها حتى اليوم ستكون غير ملزمة بما أعدته الحكومة الحالية في إعداد الموازنة ، لان حكومة ألكاظمي تتمسك بما ورد في الورقة البيضاء التي لا تعد ملزمة لآية حكومة قادمة لأنها لم تصدر بتشريع او قانون وإنما بقرار من مجلس الوزراء وبما يمكن الحكومة القادمة بإخضاعها لفيتو الالتزام بمضامينها كلا او بعض ، ويعني ذلك إن الحكومة الجديدة ستكون ملزمة بإعداد موازنة بمواصفات وجودة تطابق او تقترب من برنامجها الذي سيصادق عليه مجلس النواب وذلك تحدي أخر يواجه إعداد موازنة 2022 ، ومع الأخذ بنظر الاعتبار إن مناقشة الموازنة التي ستقدم من الحكومة القادمة يجب أن يتم من قبل اللجان التي سيشكلها مجلس النواب وان تشكيل هذه اللجان لا يتم إلا بعد تشكيل الحكومة والتوافق على رئاسة وعضوية اللجان فان الموازنة ستحتاج لمزيد من الوقت ، وفي أحسن الأحوال فان أمام البرلمان خيار بتشكيل لجنة للموازنة لحين تشكيل اللجان المالية والاقتصادية والقانونية وغيرها التي لها علاقة بمناقشة الموازنة الاتحادية لتقديمها للتصويت بالسياق الدستوري .

ولان الحكومة التي ستتشكل قد ولدت من رحم الانتخابات المبكرة وما سبقها من فعاليات ، فإنها ستكون أمام تحديات عديدة في تنفيذ مطالب الجماهير في مواضيع عديدة ومنها الإصلاح الاقتصادي الذي تم استخدامه كمادة إعلامية خلال السنوات السابقة بلا تطبيق ، والجمهور له مطالب واضحة من حيث معالجة البطالة والخدمات وضعف الأداء وعشرات ومئات الملفات التي لا يمكن ولوجها إلا بسياقات غير اعتيادية تختصر الوقت والجهد والتكاليف ، ومن بين تلك الأمور التصدي لظواهر ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة التضخم عاما بعد عام وتنويع مصادر الناتج المحلي الإجمالي لتقليل الاعتماد على النفط في الإيرادات وزيادة الإنتاج لتقليل الاستيراد ، ويدخل ضمن هذه المواضيع التصدي للاحتكار والفساد وإعادة النظر بسعر صرف الدينار  مقابل الدولار الذي اتخذته اغلب الكتل الفائزة شعارا لها في الانتخابات ،  وهذه التحديات وغيرها ليست مستحيلة ولكن من الصعوبة انجازها بوقت محدد في ظل التركة الثقيلة التي ورثها البلد بسبب القصور والتقصير والتعمد في خراب البلاد ، وأية حكومة ستشكل يفترض إنها أدركت واستشعرت التحديات التي تواجهها لأنها مطالبة بإحداث الأثر الايجابي دون تأخير وأعذار مستهلكة ، والشعب ليست لديه قدرات غير متناهية في الصبر سيما وانه بات يمتلك الأدوات المناسبة في التعبير وتغيير الحكومات ، ومن الناحية العملية فان كل ما يجري وما سيترتب عليه من اتفاق بين الأطراف المعنية  فانه يشكل تحديا في كيفية إعداد الموازنة الاتحادية وموعد نفاذها و المصادقة عليها ، فالموازنة ستكون عربون رضا الناس بالحكومة لأنها الأداة المالية في تحقيق الأهداف بالحدود التي يقتنع بها الجمهور  ، وسيكون من غير المناسب أن تسير الموازنة على نهج سابقاتها في الصرف بحدود 1 12 شهريا وتأخر صدورها ونفاذها لأنه تكرارا لخطا فادح كان واحدا من أسباب التخلف والفساد ، ولو استرسلنا بالموضوع  لوجدنا العديد من التحديات التي  ستحتاج لطاقات خلاقة في مواجهتها بعيدا عن السياقات الحالية والاعتماد على أفكار الديناصورات ، وفي ظل ما يجري ويدور حاليا من أحداث وانفعالات ورغم كل الصعوبات ، فان الأمل لا يزال قائما بتجاوز المشكلات والتحديات ولتكن موازنة 2022 مفتاح الحلول عندما تتوحد الإرادة الوطنية ويتغلب نكران الذات على الملذات والأطماع .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسل عباس خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/11/07



كتابة تعليق لموضوع : التحديات التي تواجه موازنة 2022
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net