صفحة الكاتب : ميعاد علي ابو رغيف

مواعيد جرح
ميعاد علي ابو رغيف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الميعاد الأول:

المِئذنة:
 أجمل ما في المئذنة، أن لها روحا وقلبا، وحباها الله سبحانه وتعالى بالوجدان وبالضوء. يعتقد بعضهم، أن المطر يغسل مآذن كربلاء، وتبيّن أن المآذن هي التي تغسل المطر.
 صوتها يوقظ الناس للصلاة، يوقظ الجميع حتى الوحوش. صوتها يوقظ الورد أيضا، والأحلام، وصبر الجراح. إلى الآن دميتي تخشع عند كل أذان، وتبكي كلما تسمع باسم الحسين.
 إلى الآن أطوي (المخدة) في حضني، وابتدئ نشيد الامومة: 
(دللول.. يلولد يبني دلول).
كبرت الدللول، صارت بدل المهد تهزّ القبر: دللول. 
 يقولون لي: كبرتِ، وأنا كنت ارسم في طفولتي نخلة، دائما يجدون النخل يكبر على ورقي، واليوم صرت ارسم الخرائط، ومع كل هذا انا ما زلت أجيد رسم المئذنة.
ــــــــــــــــــــــــــ
الميعاد الثاني:
بلاغة الصمت: 
 حين يصمت العطر ينثر الورد حروفا مليئة بالأمنيات، في كل جملة، بل في كل حرف فيه عراق، حين يصمت الورد يعانق شذاه، تبتسم الشفاه، القلوب، الحروف على وجنتي القصيدة، ضحكة طفل غادرته السنوات عند شظايا رعشة ذابلة.
 حين يصمت العطر تبتسم لغة العيون، انتم بحاجة الى من يقرأ لغة الجرح ليدرك معنى أن يُذبح في المهد رضيع، وهو يهمس للورد، للبهجة، لكل غد يحمل في رضاعته العطش، وصمت الفرات، وحقد حرملة في كل جيل. أناديه: لم تعرفني يا حرملة، أنا العاطفة، أنا العاصفة، أنا الصمت الذي يعلّم الكون معنى الكلام، وكل طفل يولد، أنا قبله أولد فيه، إلا انت ماتت طفولتك قبلك فيك.
 أرعبتك بلاغة صمتي، فرأيتني امتشق العطر عند كل جرح انثره ليستنشق عطر أبي الحسين.
ـــــــــــــــــــــــــ
الميعاد الثالث:
لو.. أتمنى لو:  
 أتمنى لو ألتقيه، أكيد سنكون صديقين جميلين، نلتقي على ضفة الجرح، أنا من ستهز له المهد، النحر، على اي جهة سأضع الرضيع؛ كي لا يؤذيه السهم فينام. 
سهم أحسّه بخاصرتي، وسهم آخر في القلب، وسهم ثالث في العين، وسهم عاشر، ألف، ألف الف، أتذكر انه كان سهما واحدا.
 أتمنى لو التقيه، أمسح عنه التراب والدم، وأنومه بين الحقول، وأنشد له: (يلولد يبني)، وأجلب له المطر، سيتبعني الفرات سأسقيه سبيلا من مطر الرضيع، لتشبع عيناه ماء.
أتمنى لو أحمله، أوسّده على كتفي، يا علي، صحيح هو جسد صغير، لكنه اكبر من كل الخرائط والحدود، رضيع بعمر الجرح الذي طال قرونا.
صار الوطن الذي نلوذ به هو العراق، او ربما كان هو العراق فيه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ميعاد علي ابو رغيف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/25



كتابة تعليق لموضوع : مواعيد جرح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net