الاعتكاف على الهاتف..
فائزة الغرابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 

الاعتكاف هو: رجوع الانسان الى الله (سبحانه وتعالى)، يعني لحظة الاعتكاف هي: لحظة الخضوع، والخشوع لله (عز وجل)، وترك كل شئ الإ التقرب إلى الله.
ومن اهم ايام الاعتكاف هي: اخر عشرة ايام من شهر (رمضان الكريم)، حيث يعتكف المؤمنون في المساجد ليتقربوا الى الله (سبحانه وتعالى).

في ايامنا هذه، وفي القرن الواحد والعشرين، في عصر تطورت فيه التكنولوجيا، وشهدالعلم فيه قفزات سريعة، كان من بينها الهواتف النقالة، فهناك الكثيرين ممن يعتكفون عليها، ولو بترك الواجبات، والمستحبات والاعمال المهمة، والذهاب بعزلة شديدة معها.
نتسائل: ماهو الهاتف الذكي؟
الهاتف الذكي هو: جهاز يحتوي على المئات من التطبيقات، والبرامج التي تطلعك على العالم، وانت جالس في مكانك مع، وجود الانترنت.
هذا الجهاز يجعلك تنجذب اليه. ولاتستطيع تركه، ويمكن ان نصفه بانه كحفرة؛ امتلأت بالرمال المتحركة. كلما  تحركت اكثر انحدرت، الى داخل الحفرة اكثر ،حتى تصل الى نهايتك .
في الحقيقة ان لهذا الهاتف جوانب عديدة، منها مفيدة، ومنها ضارة، وبحسب الاستعمال.
المفيدة :- هي انها تمتاز بسرعة ايصال الخبر، والاعلان عن امور كثيرة منها اجتماعيىة، ومنها اعمال مختلفة.

اما الضارة:- فهي انجذاب ابنائنا بل، وحتى بعض الكبار الى الهواتف الذكية لما فيها من تطبيقات، تجذب المستخدم كالالعاب، وبالخصوص لعبة (البوبجي) التي، وحسب احصائيات (كوكل)  تم تنزيل اللعبة من قبل(500) مليون شخص، وغيرها من الالعاب.

ناهيك عن برامج، التواصل الاجتماعي كالفيس بوك،  وانستغرام، وغيرها، وذلك يعطي للمستخدم الغوص في هذا العالم الافتراضي. من غير شعور، فما ان ينتهي من تصفح تطبيق معين، او الملل منه تجده يتجه لتطبيق اخر...
وهذا يعطي انطباعا بوجود حالة (الادمان)، فهو لايقل خطورة عن الادمان على المخدرات، ولا نبالغ عندما نقول ان الهاتف يسيطر على عقولنا، ويقوم بتحجيم افكارنا، واعمالنا كالمخدرات.

 ونلاحظ عندما نجتمع _وفي الكثير من المناسبات مع الاقارب- نجد المجتمعين بهذا المكان بنسبة كبيرة قد انشغلوا بهواتفهم، وحتى عند الكلام معهم لاينظرون اليك،  فاما ان يكون منشغلا بتطبيق ما او بلعبة من الالعاب، وهذا هو الادمان.

هذا بالنسبة للكبار الذين تعرفوا على الهواتف حديثا، فكيف بالاطفال الذين نشأوا مع وجود هكذا جهاز!  فما هو دور الاباء، وكيف يتم  التعامل مع هكذا وحش استطاع السيطرة على عقول الكبار قبل الصغار.
ربما البعض يقول: ان هذا كلام مبالغ فيه، وانا اقول له: كم من الوقت تستطيع التخلي عن هاتفك الذكي؟

هل تستطيع ان تتخلى عنه لمدة شهر؟ او اسبوع، او يوم، او عدة ساعات، وربما لعدة دقائق! فمن هنا انت تستطيع ان تعرف نفسك.

ربما لا يرغب الكثير  بالاقلال من إستخدام الهاتف لان الجهاز، يبدوا أكثر تسلية، والتواصل مع الأصدقاء امر ضروري.
إستخدام الهاتف بشكل مفرط، يرتبط بمحاولة معالجة الملل، أو الصحة النفسية  لدى الأشخاص المدمنين على الهواتف الذكية.
انه يسرق منهم، وقتهم، وصحتهم، وكذلك أعمارهم، وهم لا يشعرون.

لأي مرحلة وصلت بادمانك على الهاتف؟، عليك مراجعة نفسك قبل أن تغوص بشكل اكبر في هذه الحفرة المليئة بالرمال المتحركة.

الموضوع السابق من وحي إحتلال اُوكْرانيا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat