صفحة الكاتب : مصطفى خورشيد المندلاوي

#يَومٌ_عَلَىٰ_جَمَل_وَيَومٌ_عَلَىٰ_بَغَل!
مصطفى خورشيد المندلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وَفي 7 صَفَر قُتِل الحَسَنُ بِن عَلِيّ(ع) عَلَىٰ يَد زَوجَتِهِ جَعدَة بِنتِ الأشعَث بـِ سُمٍّ فَتَّاك دَسَّتُهُ لَهُ فِي اللَبَن وَبذَلك خَسَرَت دُنيَاهَا وَآخِرَتُهَا حَيثُ أنَّهَا أستَجابَتْ لِمُعاوَيَة بِن أبي سُفيَان الذي أتَىٰ بَهذَا السَّم مِنْ عَاهِلِ الرُوم الذي رَفَضَ أعطَائهُ هَذَا السَّم فِي بَادِئ الأمر مُبَرِرًا ذَلك بِأنَّهُ :-
"لَا يَصلُحُ لَنَا فِي دينِنَا أنْ نُعينَ عَلىٰ قِتَال مَنْ لَا يُقاتِلُنَا" الّا أنَّ مُعاوَية المَاكِر وَالحَاقِد عَلىٰ مُحَمَّد وَأهلِ بَيتِه قَال لِعَاهلِ الرُّوم :-
"إنَّ هَذا الرَجُل هُو أبنُ الذِي خَرَجَ بِأرضِ تُهَامَة -يقصد محمد(ص)- خَرَجَ يَطلِبُ مُلكَ أبيك ، وَأنَا أُريدُ أنْ أدُسَّ إليهِ السَّم ، فأريحَ مِنهُ العِبَادَ وَالبِلَاد"

وَيظهَرُ لَنَا مَدَىٰ حِقدِ مُعَاويَة عَلَىٰ النَبِي(ص) وَأهل بَيتِه كَأبيهِ أبِي سُفيَان وَبهَذَا الشَكل تَمَكّنَ مُعَاويَة مِنْ أقنَاع عَاهِل الرُّوم فِي أعطَائِهِ ذلَك السَّمِ الفَتَّاك الذِي بِه أحرِقَ كَبَد الحَسَنِ بِن عَليّ(ع)

وَبَعدَما أُستُشهِدَ الحَسَنُ بِن عَليّ(ع) أرَادُوا دَفنَهُ مَعَ مُحَمَّد(ص) ألّا أنَّ عدَّة أشخَاصٍ وَقَفوا بِالضّد مِنْ هَذَا العَمَل وَ خَرَجَتْ أمرأةٌ رَاكِبَة البَغل مُسرِعَةً بَعَدَما وَصَلَ أليهَا هَذَا الخَبَر وَقَالَت :
{نَّحُوا أبنَكُم عَن بَيتِي فأنَّهُ لَا يُدفَنُ فِيهِ شَيء وَلَا يَهتُك عَلىٰ رَسولِ الله حِجَابَه !
فأجَابَها الحُسَينُ بِن عَلِيّ (ع) :- "قَديمًا هَتَكتِ أنتِ وَأبوكِ حِجَابَ رَسولِ الله وَأدخَلتِ بَيتَهُ مَنْ لَا يُحِبُّ رَسولُ اللهِ قُربَهُ وَ أنَّ اللهَ سَائِلُكِ عَن ذَلك...."

نَعَم فَعَلَوا فِعلَتَهُم النَكرَاء بَل وَصَلَ الأمر الىٰ رَمِي جَنَازَةِ الحَسَنِ بِن عَلِيّ(ع) بِالسِّهَام عَلىٰ يَد بَني أمَيَّة ! وَلَم يَحتَرموا الجَنَازَةَ بَتَاتًا بَل أستَخفُوا بَِها وَ بِتَشيعِهَا !!
وَأرَادوا بِذلكَ الفِتنَةَ وَالأقتِتَال لَولَا تَدّخُل الحُسَين بِن عَلِيّ(ع) .

كَانَ الحَسَنُ بِن عَلِيّ رَجلًا سِيَاسيًّا عَظيمًا وَفَاهِمًا وَحَكِيمًا قَد أخنَقَ بِمُعَاهَدَتِهِ دَاهيَة زَمانِه فِي السِّيَاسَة مُعَاويَة بِن أبي سُفيَان لِذلكَ خَطَّطَ مُعَاويَة لِقَتلِهِ ، حَاقِدًا عَليه وَقد فَعَل ذلكَ وَ طَعَنَ بِالعُهودِ وَالمَواثِيق!!
لَم تَكُنِ المُعَاهَدَةُ فَقَط لأجلِ حَقنِ الدِمَاء كَمَا يَتَصَور البَعض بَل كَانَت أشبَه بِحَبل مَشنَقَةٍ يَخَضَعُ لَهَا مُعَاويَة المَشهورِ بِذكائِه السِيَاسِيّ وَ بنُود هَذهِ المُعَاهدَة مَذكورَةٌ فِي الكُتُبِ التَأريخيَّةِ المَوثوقَة.

الحَسَنُ بِن عَلِيّ(ع) هوَ الذي حَافَظَ عَلَىٰ القَواعِد الشَعبيَّة لِمُنَاصِريه القِلَّة وَهوَ المُمَهّدُ لِعَاشورَاء الحُسَين(ع) وَجزءٌ كَبير مِن قِيَام الحُسَين(ع) بَل أحدِ الأركَانِ الأسَاسيَّة مِن قيَام حَرَكَةِ الحُسَين(ع) وَلَولَا الَحسَن لَمَا بَقيَتْ بَقِيَّة لِأعوانِ آلِ مُحَمَّد(ص).

وَبِهَذا الصَدَد نَختُمُ الكَلَام بِروَايَةٍ صَحيحَة وَمُعتَبَرَة :

أتَىٰ رَجُلٌ يُدعَىٰ مَالك بِن ضَمرَة الىٰ الحَسَنِ بِن عَلِيّ(ع) فَقَال : "السَّلَامُ عَليكَ يَا مُسَخِّمَ وُجوهِ المؤمِنينَ"!
فَأجَابَهُ الحَسَن(ع) : "يَا مَالِك لَا تَقُلْ ذَلك ، أنِّي لَمَّا رَأيتُ النَاس تَرَكوا ذَلك ألّا أهلَه ، خَشيتُ أنْ تُجتَثّوا -أي يُمحَىٰ أثَرُكُم- عَن وَجهِ الأرض ، فأرَدتُ أنْ يَكونَ لِلدينِ فِي الأرضِ نَاعِي -أي يَبقَىٰ ذِكرُ الأسلَام بِبَقَائِكُم- فَقَالَ مَالِك : "بِأبِي أنتَ وَأمّي ، ذُرِيَّةٌ بَعضُهَا مِنْ بَعض"
———————————————————————-
#السَّلَامُ_عَلَىٰ_الجَنَازَةِ_المُنَادَىٰ_عَلَيهَا_بِذُلٍ_وَأستِخفَاف.
#السَّلَامُ_عَلَىٰ_الجَنَازَةِ_المَرمِيَّةِ_بِالسِّهَام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى خورشيد المندلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/24



كتابة تعليق لموضوع : #يَومٌ_عَلَىٰ_جَمَل_وَيَومٌ_عَلَىٰ_بَغَل!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net