العراق الماضي والحاضر وافاق المستقبل(3)
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العراق محاط بمجموعة من الدول العربية غربا وجنوبا وبايران شرقا وتركيا شمالا وهو الخارطة الجغرافية السياسية معلومة للجميع، ولكل من هذه الدول تاثير وتاثر بواقع العراق على مختلف الاصعدة، والذي نريد تسليط الضوء عليه هو مواقف تلك الدول من العراق وموقف المجتمع السياسي العراقي المتشضي من هذه الدول باعتبارها مؤثرات اقليمية.
الاتجاه القومي الاتفصالي الكردي الفاعل حاليا في الساحة العراقية عاش ويعيش عدم الثقة بالمكونات الساسية الاخرى لذلك كان يبحث دائما عمن يدعمه خارج الحدود ولذا كانت له علاقات طيبة مع نظام الشاه ايام الخلافات الشديدة بين الشاه والحكومة العراقية وكان نظام الشاة يدعم الانفصاليين الكرد بالمال والسلاح لزعزعة الوضع الداخلي في العراق ليحقق مكاسب كثيرة على الارض تمخضت عنها اتفاقية الجزائر عام 1975، طبيعة الصراع على السلطة بين الحكومة العراقية والاكراد كانت سببا في هجرة العديد من السياسيين الاكراد في سبعينات وثمانينيات القرن العشرين الى خارج العراق، وحيث ان الزعامات السياسية الكردية كانت تعيش هاجس الدولة والانفصال وقيام الدولة الكردية المستقلة فحرصت تلك القيادات على تأهيل المهاجرين من ابنائها عن طريق ارسالهم الى مختلف الجامعات الكبرى في العالم الغربي للحصول على شهادات عليا في مختلف التخصصات السياسية والاقتصادية والقانونية وهو ما ظهر واضحا بعد 2003 في عدد الكفاءات الكردية التي وصلت الى مقاليد الحكم، ومنذ القدم سعت الكيانات السياسية الكردية الى تعميق روابطها مع القوى الكبرى لضمان حمايتها من الاخطار التي تهدد مستقبلها في حال حصول التغيير الذي ربما كان يتوقعه الاكراد اذ هم يعانون من اعداء تقليديين وهم العراقيون العرب وايران وتركيا وسوريا لان هذه الدول لا يمكن ان تقبل باستقلال الاكراد في شمال العراق لوجود جاليات كردية تعيش نفس الحلم في ايران وتركيا وسوريا ولذا فان ضمان المكاسب الكردية يتوقف على ان تكون هناك قوى رادعة قادرة على حمايتهم من دول الجوار مع علمهم ان الواقع الفعلي لا يساعد على الاستقلال الا انهم يسعون الى الحصول على مكاسب اكبر واكثر لحين تحقيق حلمهم الكبير في كردستان الكبرى وربما لهم باسرائيل مثال يحتذى اذ بدأوا بكيان صغير في 1948 ثم توسعوا في 1967 والان يطمحون الى تغيير الواقع في الشرق الاوسط لتكون المنطقة الاسلامية خاضعة للنفوذ الاسرائيلي في اطروحة الديانة الابراهيمية والشرق الاوسط الكبير اذ لم تعد اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات تفي بمطامع اسرائيل، فهذا مثال يمكن ان يحقق للاكراد املهم في دولة كردية مستقلة بعد مرور عقود من الزمن.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat