نزهة ثقافية(7)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 (ذَرُوا):

 قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)) (البقرة/278)، يقول الشيخ الطوسي (قدس سره): إن معنى (ذروا ما بقي من الربا) ظاهره تحريم ما بقي دينا من الربا، ومعنى ذروا اتركوا، وقيل: ذرت الريح التراب اذا ابادته، وذروة كل شيء اعلاه.
 سألوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو على المنبر عن معنى ((وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا)) (الذاريات/1) قال: الرياح، وذرت الريح التراب تذروه ذروا، وعن ((فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا)) يعني السحاب، و((فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا)) هي السفن، و((فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا)) هي الملائكة. 

(الْخَرَّاصُونَ):
قال الله تعالى: ((قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ)) (الذاريات/10) معناه: لعن الكذابون، والخراص هو الكذاب، وأصل الخرص هو القطع من قولهم خرص فلان كلامه واخترصه اذا افتراه؛ لأنه اقتطعه من غير اصل، والخرص جريد يشقق ويتخذ منه الحصر. ويرى القمي الذين يخرصون الدين بآرائهم من غير علم ولا يقين.
 ويرى السيد مكارم الشيرازي في كتابه (تفسير الامثل): ذم شديد للكاذبين وتهديد لتخرصاتهم، والخراص معناه كل كلام يراه تخمينا أو ظنا، ومعنى (الخراصون) الذي يطلقون كلمات عارية من الصحة، ولا اساس لها، ثم يعرف الخراصين: ((الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ)) الغمرة في الاصل معناها الماء الغزير الذي يغطي محلا ما، واستعملت على الجهل السحيق الذي يغطي عقل الشخص، وكلمة ساهون جمع لـ(ساه)، وهي مشتقة من السهو والمراد الغفلة. 

(مَرِيج): 
 قال تعالى: ((بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ)) (ق/5) أهل المرج هو الخلط، وقوله تعالى: ((فهم في أمر مريج)) أي مختلط مرجت عهودهم أي اختلطت، وسمي المرج بذلك؛ لأن فيه خلاط من الدواب، دعوا بالحق لما جاءهم النبي (ص) والقرآن الذي جاء دالا على صدقه، وبالغيث والنشور الذي انذرهم به، فهم في أمر مريج أي مختلط ملتبس، وأصله ارسال الشيء مع غيره في المرج. وهناك مرج بالخيل ومرج البحرين ارسلهما في مرج يلتقيان ولا يختلطان.
 ويرى الفيض الكاشاني: إن معنى مريج أي مضطرب، فهم تارة يقولون انه شاعر وتارة انه ساحر وتارة انه كاهن، ويرى السيد مكارم الشيرازي بأنها من مرج الامر المختلط والمشتبه والمشوش، وقالوا بأنها مرج او مرتج. 

 (الرَّسّ): 
قال تعالى: ((كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ)) (ق/12) هم أصحاب الرس، والرس بئر رموا فيها نبيهم، أي ألقوه فيها، والرس: هو كل محفور في كلام العرب، والرس البئر التي لم تطو بحجارة، وقيل ان اصحاب الرس هم اصحاب (ياسين) بالشام، هم اول من عمل نساؤهم السحر.
 وعن اهل البيت (عليهم السلام) انهم قوم كانت نساؤهم سحاقيات، فبعث الله نبيا لهدايتهم فكذبوه وقتلوه، ويقال انهم قوم كانوا يعبدون شجرة صنوبر اسمها (شاه درخت) كان بافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها (برد شاب) انبتت لنوح (عليه السلام) بعد الطوفان.
 وقيل إن عهدهم بعد سلمان بن داود (عليه السلام)، وقيل اهلكوا بريح عاصفة شديدة الحمرة تحيروا فيها وذعروا منها، ثم صارت الأرض تحتهم حجر كبريت يتوقد، واطلتهم سحابة سوداء فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب، فذابت بيوتهم كما يذوب الرصاص في النار.

الموضوع السابق الأمراض النفسية..  الاكتئاب

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat