صفحة الكاتب : احمد سامي داخل

في ذكر عيد العمال .....
احمد سامي داخل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذ بداء الخليقة كان العمل احد اهم اوجة النشاط الاقتصادي وكان الشغيلة سواء شغيلة اليد او شغيلة الفكر هم الفئة الاكثر تعرضآ للأستغلال حيث هم بالنهاية يجبرون على بيع قوة عملهم الى من يقدر على شراء هذا الجهد  . وعلى مدى التاريخ نظم المستظعفون انفسهم في اتحادات ونقابات وحركات سياسية لغرض نيل حقوقهم وجعل شروط العمل اكثر انسانية والوقوف بوجة مظاهر الظلم والاظطهاد والاستغلال .ولاكن يظل لدينا سؤال مهم هو ماهية قصة عيد العمال  ولماذا اختير هذا اليوم بالذات كيوم عالمي للعمال ...

في عام 1886 قام العمال في مدينة شيكاغوا الامريكية بتنظيم اضراب عن العمل وتنظيم احتجاجات وكانت تلكم الاحتجاجات سلمية اي تجمعات وخطب و تجمع سلمي وكان الهدف الرئيس لهذة التجمعات تحديد ساعات العمل بثماني ساعات يوميآ وجعل شروط العمل اكثر انسانية كان الاجتماع قد بداء في الاول من مايو ‎-ايار واستمر لمدة اربعة ايام وكان اجتماع سلمي كما اسلفت ولاكن لم تمظي دقائق حتى هجم رجال الشرطة بشكل وحشي على العمال واثر ذالك تعالت صيحات العمال لماذا سمحتم لنا بألاجتماع ثم دوى انفجار قنبلة ورد رجال الشرطة بأطلاق النار مما ادى الى حدوث مجزرة بحق المحتجين ثم اتهم زعماء العمال بأحداث الانفجار وقدموا للمحاكمة وحكم عليهم وبعد سنوات كان يمكن للجريمة ان تمر دون ان يشعر بها احد ولاكن حدث ان  وقع صريع المرض مدير الشرطة وهو في مرض الموت جاءت الية صحوة الضمير فتكلم للرأي العام واعترف ان انفجار القنبلة كان حادث مدبر من قبل الشرطة  لقد احدث اعتراف هذا الرجل ضجة كبرى وتم المطالبة بأعادة المحاكمة للعمال وقد اتخذت تلك الحادثة كيوم للعمال العالمي .وفي العام 1890 تمت الدعوة لمظاهرات في عدة دول اوربية الى مظاهرات للمطالبة بيوم عمل من ثمانية ساعات ...
وفي العراق كان هنالك نظال حقيقي للمطالبة بحقوق العمال وتحسين حالهم الاجتماعي فأذا بحثنا في العد الملكي في العراق نجد ان نظال الحركة العمالية تمثل عدة  وقائع لعل اهما اضرابات عمال السكك الحديدية وعمال الميناء في البصرة اضافة الى مجزرة كاورباغي التي حدثت في كركوك بحق العمال في العراق وقد صدر قانونان للعمل في العهد الملكي الاول في الثلاثينات والثاني الخمسينات . ولاكن طبيعة النظام الملكي الذي يستند في قاعدتة الاجتماعية على الاقطاع وشيوخ القبائل والعشائرية في الريف والرأسمالية الطفيلية البعيدة عن اي هدف من اهداف العدالة وطبقة العسكر والكبار من الموظفين كل  هؤلاء تحالفوا في اطار نظام بعيد عن الديمقراطية وحقوق الانسان طائفي وعنصري قومي في سلوك نخبة  العليا كل ذالك لم يساعد على ايجاد ظروف يزدهر فيها نظام ديمقراطي تزدهر فية حقوق العمال واذا انتقلنا الى العهد الجمهوري نجد ان العمال وكافة فئات الشعب من الناس البسطاء قد ازدهرت بحق مجالات حياتهم ومجالات التعبير عن نشاطهم فطبيعة قيادة الدولة كانت تمثل انحياز فعلي للجماهير وليس لحزب او فئة او اقطاع او طبقة كبار الموظفين او كبار الرأسمالين ودليلنا على ذالك التشريعات ذات التوجة والانحياز للعمال والفلاحين والعدد الكبير من النقابات العمالية التي اصطفت وراء الزعيم عبد الكريم قاسم و التوجة الشعبي المؤيد لبعد الكريم . ولاركن تلك الانجازات لم تعجب تحالف القوى الذي عمل على الاطاحة بحكومة عبد الكريم قاسم ذالك التحالف الاقطاعي الاستعماري الرجعي الذي التف حول البعث وحول كل من تضرر من ثورة تموز التي قادها عبد الكريم حتى غدا حال العمال في عهد نظام صدام حال يرثى لها فلقد تم سلب العمال حقهم في التنظيم النقابي وتم تحويل الاتحادات النقابية الى منظمات شكلية مرتبطة بالمكتب المهني لحزب البعث المقبور كل همها التجسس وكتابة التقارير ان الواقع المزري الذي عاشة العمال غني عن البيان تمثل ضروف الاملاق الاقتصادي التي عاشها العامل في التسعينيات مقابل سلطة فاسدة تبني القصور وتستولي على الاراضي الزراعية وتتسيد اسواق الاستيراد والتصدير وتوزع كابونات النفط اما الديمقراطية ومحاسبة السلطة الحاكمة فهاذا المصطلح لم يسمع بة العراقين طيلة حكم البعث الفاسد الفاشي رغم ضياع ثروات البلد والهزائم العسكرية .
اننا اليوم اذ نستذكر عيد العمال اليوم نقف امام مانتمنى ان يكون علية حال السواد الأعظم من الشعب حيث ان النظام الديمقراطي يستلزم حزمة اجرأت تعمق النظام وتعززة وتتدارك النواقص التي تظهر اثناء تطبيقات النظام الديمقراطي حيث ان العدالة الاجتماعية  تعتبر من مستلزمات تطبيق اي نظام ديمقراطي كما ان مكافحة الفساد وحفظ المال العام واطلاق الحريات العامة وتقوية دور مؤسسات المجتمع المدني والحفاظ على استقلاليتها ومن ظمنها النقابات وسيادة قيم المدنية وثقافة حقوق  الانسان وتفسير الاسلام تفسيرآ متناسب مع روح العصر بعيدآ عن الانغلاق وتوظيف قيم السماء في الصراع السياسي بين هذا  او ذاك بل  حتى بين ابناء الحركات الاسلامية اضافة الى قدرة الدولة على فرض القانون وان تكون هي من تملك مصادر الردع وحماية الحقوق وليس الوجودات الاخرى او مليشياتها او القوى القبلية او الخندق الطائفي او القومي او الديني كل ذالك يعتبر من مستلزمات البناء في اي دولة حديثة  يطلق عليها وصف الدولة ....
لقد حقق العراق حتى الان انجاز يعتبر جيد حيث استطاع ان يوجد نظام يستند على ارادة الناخب وكتب دستور عبر التصويت الشعبي رغم بعض الثغرات في الدستور لاكن بشكل عام يعتبر دستور ديمقراطي الى حدما  كما ان  فرض النظام والامن قد حقق تقدما نسبيآ  جيد في عهد حكومة المالكي وهذة تحسب لة ولاكن لازال الطريق طويل امام تكامل البناء الديمقراطية المطلوب  ......  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سامي داخل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/01



كتابة تعليق لموضوع : في ذكر عيد العمال .....
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net