يتبادر الى أذهان الكثيرين سؤال مهم جدا، وهو هل التدريب رفاهية يمكن الاستغناء عنها، أم انه حاجة اساسية لا تستقيم الحياة المهنية ولا العملية بدونها؟
وللإجابة على هذا السؤال، يجب أن نحلل أولا كيف يتم تقييم الافراد في سوق العمل، وعلى أي اساس يتم احتساب الراتب الخاص بالأفراد داخل المنشآت والمؤسسات، وبالرجوع الى خبراء الموارد البشرية وواضعي سلم الرواتب في المنشآت والمؤسسات، سنجد أن عملية تحديد الراتب قد تكون ثابته بشكل او بأخر للوظيفة الواحدة، ولكن ديناميكية عمل السوق تجعل من هذا الراتب رقما غير ثابت بشكل تام ، حيث إدخال بعض التغييرات الخاصة لذوي المهارات والخبرات الأعلى، وهو ما يجعل مسألة تطوير الذات للموظفين والعاملين مسألة حتمية للراغبين في العمل على زيادة رواتبهم، او الراغبين في الانتقال لدرجات وظيفية اعلى، فكيف يمكنك ان تتخيل حدوث ذلك إلا من خلال اكتساب علوم ومهارات جديدة تمثل اضافة مطلوبة للانتقال الى منصب أعلى، وهو ما لا يمكن ان يحدث إلا من خلال الحصول على دورات تدريبية مهنية او اكاديمية، لتكون مؤهلا لشغل مناصب أعلى ووظائف في درجات وظيفية أعلى.
ولا يمكن اعتبار التدريب في المنشآت والمؤسسات رفاهية بأي حال من الاحوال، فلا توجد مؤسسة او منشآه تبحث عن حصص سوقية أعلى ليس لديها ادارة تدريب، فلا يمكن الحصول على الكمال في المتقدمين للوظائف المتاحة بالشركة ، ولابد من نقص في الخبرات او المهارات او العلوم المطلوبة داخل المؤسسة، ولا يمكنك ملئ فراغ المهارات ابدا بالتعيينات او بالبحث عن شاغلين لهذه الوظائف يتمتعون بكل الخبرات المطلوبة، أولا لأنهم سيكونون اصحاب رواتب عالية جدا، بالإضافة الى أنهم عادة ما يتسببون في زيادة نسب الدوران الوظيفي لأنهم اصحاب خبرات ومهارات خاصة جدا وهم يبحثون دائما عن فرص أفضل، لذلك تلجأ الشركات والمنشآت الى سد هذا الفراغ بتدريب موظفيها، بما يحقق الولاء الوظيفي للمنشاة، كما ان التدريب يضمن تخصيص وتركيز المهارات المطلوبة لدى العاملين بما يخدم الشركة او المنشاة بشكل مباشر دون زيادة او نقصان.
ومن هنا نستطيع ان نقول ان التدريب في المنشآت والشركات والمؤسسات هو حاجة اساسية لضمان جودة العمليات داخل المؤسسة، وإن اي منشأة تفكر في التدريب باعتباره رفاهية، تأكد من أن تلك المنشاة في طريقها للسقوط آجلا ام عاجلا بشكل كبير.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat