صفحة الكاتب : افياء الحسيني

من ذاكرة اعلامية (29)
افياء الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كل عاشوراء ينفتح مركز الثقافة الاسرية  في العتبة العباسية على  محاور الطريق الى كربلاء باربعة محاور ، الاكثر قربا الى نفسي  هو موكب ام البنين (عليها السلام) ، هناك كنت التقي عينة مدهشة من الزائرات ، وبمختلف الاعمار والثقافات ،البعض يعتقد ان تعب الطريق يجعل الزائرة تفكر بالاكل والشرب والاستراحة مع كسرة نوم تسترد عافيتها لتكملة الطريق ، لكن الغريب بالامر ان التقي بنساء  عبقريات في التعبير عن محبة الولاء الحسيني وكأن الحظ خدمني أن التقي بفيلسوفات يقين ، ربما سيعتقد البعض انه مجرد انشاء اعلامية ، لكون الحديث لم يكن عابرا وانما هي هكذا وردت بهذه الغرابة ان تسألني شابة هل  يحزن القمر عندكم في عاشوراء ؟ وكيف لاتطفأ السماء وهي ترى بعينها المصاب ؟ ظننت انها شاعرة فانجذبت اليها فوجدتها لاتمتلك سوى وجدان عاطفة جياشة رغم انها خريجة علوم ، عالمة وشاعر ة؟ قالت لي وكانها تريد ان تقول ان لديها الكثير الذي يقربها للمصاب ، قبل رحيلها قالت  لاشك ان الارض تدور ونظرية دوران الارض صحيحة لكن لاأحد اكتشف انها تقف في عاشوراء من كل عام  لاتدور  حدادا على الحسين عليه السلام، عجيب كيف تفكر شابة زائرة بهذا العمر ومعها اهلها واخواتها ، وهذه ليست الزائرة الوحيدة التي تستنطق المودة شاعرية وفلسفة معبرة  عن ما يدور في خلدها ، تحدثني امرأة عن حيرتها ،قلت لها انا بخدمتك اي سؤال استفسار معلومة قالت ابنتي انا ( افتر راسي ) كنت مع مجموعة من جاراتنا  في الطريق ضيعت جاراتي ورفيقاتي ويبدو اني سرت عكس الاتجاه  لكن مع هذا التقينا في كربلاء ، اتعرفين معنى ان نختلف في الطريق ونلتقي في كربلاء ، قلت ماذا يعني لديك الأمر قالت لا معنى لها الا ان جميع الجهات تأخذنا الى الحسين (عليه السلام)، احاول ان ادون في مفكرتي بعض المحاور  المهمة حتى تلك التي اسمعها عن طريق حوار عابر بين الزائرات ، مثلا سجلت جملة  سمعتها من زائرة في قمة الجمال  التعبيري الأخاذ ، الجاذبة للعقل والقلب والروح :ـ عمة اوطان تلتم  في قلب ضريح ، لو اعرض هذه الجملة على شاعرة متمكنة اكيد ستقول انها عبارة شعرية ناضجة لاتاتي الا لمبدعة ، الايمان ابداع ، تحدثني احدى الزائرات يوما تقول لنا جارة موظفة متقاعدة   كانت تريد ان تصحبنا بالزيارة لكن ظروف منعتها فسالتها علوية كم تقريبا المسافة الى كربلاء ؟ اجابتني :ـ هي خفقات قلب لااكثر ، ستجدين امامك شعاعا يأخذك الى حيث ينتظرك الامل فاطلبي منه الشفاعة والسعادة ،هذه التعبيرات لم اضع فيها يدي لكون حسن جمالها ربما اكبر من مكوناتي الابداعية  وربما حسنتي اني اتأثر بها فاجمعها واعتقد  ان  الكثير من مثل هذه الحوارات المهمة تذهب  دون ان تسجل ، زائرة جاءها اتصال ان ابنها عمل حادثا ونقل الى المستشفى اجابتهم والله لااترك زيارتي مهما كان الثمن اصل الحسين ازور واكمل واجيئكم ، ماذا لو نحلل مثل هذا القيم الفاخرة؟ ماذا لو ندرسها لنتعلم منها ، ومن هذه المحاورات المهمة التقيت بمعلمة ابتدائية  ، تقول سألت طالباتي الصف السادس ابتدائي  في أي سنة حدثت واقعة الطف ، رفعت طالبة يدها وقالت اليوم ، لهذا تشد هذه الملايين  النصرة اليه ، تقول طالبة اخرى معقبة ليس الناس وحدهم ينادون لبيك يا حسين ، بل الشمس والقمر والورد وشرفات  المساء ، والزمان ، سألتها الزمان ايضا ؟ قالت نعم وصاحب الزمان ينادي لبيك يا حسين ، اليس الامر في قمة الجمال؟ ، في احدى المحاورات التي تبعث الابتسامة ان تقول زائرة بلهجتها العامية ( والله هالسنة خبصة ) لتجيبها عجوز ( جدة هاي الزوار اللي تشوفيهم جا الماتشوفيهم اشكد ؟)انها فلسفة المحبة لتعبر عن عظمة الحسين في السماء فالملائكة  المحدقين بالحضرة اكثر ،  ربما ساكتفي بهذا الحد لكن ما زالت  في الذاكرة هناك الكثير  مع السلامة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


افياء الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/03



كتابة تعليق لموضوع : من ذاكرة اعلامية (29)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net