صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

اشارات المرجع السيد محمد سعيد الحكيم قدس سرة عن ائمة اهل البيت والقرآن الكريم (ح 2)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جاء في كتاب مرشد المغترب للسيد محمد سعيد الحكيم: عليكم الحذر كل الحذر من الحسد الذي هو داء الأمم، حيث منعهم حسدهم لأهل الفضل من إذعانهم لهم، بل اعتدوا عليهم بدل ذلك، وعصوا الله فيهم، واعترضوا عليه، وانتهكوا حدوده، حتى قتل قابيل أخاه هابيل، وغيّب أولاد يعقوب أخاهم يوسف، وردت الأمم على أنبيائها واوصيائهم حسداً لهم وبغياً عليهم. إلى غير ذلك من مآسي البشرية الكثيرة. وهو نار يؤججها الشيطان في الفاشلين والمحرومين من ذوي النفوس الضعيفة والآفاق الضيقة، ولاسيما إذا جمعهم مع المحسود جهة جامعة، كوحدة العشيرة أو المدينة أو الدين أو الصنف أو العمل. ويزيد في تأجيجها الحاجة والتحير والفراغ، التي كثيراً ما يبتلى بها المغتربون. وقد أنكر الله تعالى ذلك وشدد عليه في قوله: "أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً" (النساء 54). كما حذرت منه الأخبار الكثيرة عن المعصومين صلوات الله عليهم. كصحيح محمد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: (إن الرجل ليأتي بأدنى بادرة فيكفر، وإن الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب)، وغيره. وإن الله سبحانه وتعالى قد قسم الأرزاق بين عباده وأنعم عليهم بنعمه كما شاء هو، لا كما يشاؤون. فالحسد ردّ عليه جل شأنه واعتراض على حكمه. وفي حديث داود الرقي عن الإمام الصادق عليه السلام: (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل لموسى بن عمران: يا ابن عمران لا تحسد الناس على ما آتيتهم من فضلي، ولا تمدن عينيك إلى ذلك، ولا تتبعه نفسك، فإن الحاسد ساخط لنعمتي، صادّ لقسمي الذي قسمت بين عبادي، ومن يك كذلك فلست منه وليس مني).

جاء في موقع الحكيم عن ظواهر مذهبية للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال: نرى كثيراً من شيعة أهل البيت أعزهم الله عندما يكتبون كتابة أو لوحة فيها اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم واسم الإمام علي عليه السلام فإنهم يكملون ذلك بكتابة لفظ الجلالة ، حتى باتت هذه الظاهرة تشكل ثالوثاً شيعياً محل طعن الآخرين، فنرجو من سماحتكم أن توضحوا لنا هل أن ذلك يشكل توهيناً للباري عزَّ وجل لأنه لا يقرن بأي مخلوق مهما كانت درجته أم ماذا ؟ الجواب: ليست في الكتابة المذكورة توهين للذات المقدسة، لأن الكتابة المذكورة عبارة عن الانتماء لله ، وإكمال هذا الانتماء بذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، وكما لا يكون الاقتصار على ذكر الله تعالى والنبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الآخرين يشكل ثنوياً مقدساً كثنوية المجوس ، فإلحاق أمير المؤمنين عليه السلام بهما لا يشكل ثالوثاً مقدساً كثالوث النصارى . ولا توهين على الباري عزَّ وجل في إلحاق عبديه المقربين عنده عند ذكره تكريماً لمن كرمه هو عزَّ اسمه، ولذا تكرر في القرآن المجيد الأمر بإطاعة الله تعالى ورسوله في سياق واحد والمدح لمن يطيعهما . كما أمر الله سبحانه وتعالى بإطاعته هو ورسوله وأولي الأمر في سياق واحد فقال : "أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ" (النساء 59).

جاء في كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: إرشاد الناس منحصر بإرسال الرسل: هذا وحيث كان الله عزّ وجلّ متعالياً عن خلقه لا يخالطهم ولا يعاشرهم، فلابد من أن يرسل إليهم رسلاً منهم يخالطونهم ويخاطبونهم، ينبؤون عنه، ويبلغونهم بأمره ونهيه وعزائمه ورخصه. كما قال عزّ اسمه: "رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيم" (النساء 165). وفي حديث الفضل بن شاذان في علل الشرائع عن الإمام الرضا عليه السلام: (فإن قال قائل: لِـمَ أمر الخلق بالإقرار بالله وبرسله وبحججه وبما جاء من عند الله عزّ وجلّ؟ قيل: لعلل كثيرة. منها: أن من لم يقر بالله عزّ وجلّ لم يتجنب معاصيه، ولم ينته عن ارتكاب الكبائر، ولم يراقب أحداً في ما يشتهي ويستلذ من الفساد والظلم. فإذا فعل الناس هذه الأشياء، وارتكب كل إنسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة لأحد، كان في ذلك فساد الخلق أجمعين، ووثوب بعضهم على بعض، فغصبوا الفروج والأموال، وأباحوا الدماء والنساء والسبي، وقتل بعضهم بعضاً من غير حق ولا جرم، فيكون في ذلك خراب الدنيا وهلاك الخلق، وفساد الحرث والنسل. ومنها: أن الله عزّ وجلّ حكيم، ولا يكون الحكيم ولا يوصف بالحكمة إلا الذي يحظر الفساد، ويأمر بالصلاح، ويزجر عن الظلم، وينهى عن الفواحش. فإن قال قائل: فلِمَ وجب عليهم معرفة الرسل، والإقرار بهم، والإذعان لهم بالطاعة؟ قيل: لأنه لما لم يكن في خلقهم وقواهم ما يكملون به مصالحهم، وكان الصانع متعالياً عن أن يرى، وكان ضعفهم وعجزهم عن إدراكه ظاهر، لم يكن بدّ من رسول بينه وبينهم، معصوم يؤدي إليهم أمره ونهيه وأدبه، ويقفهم على ما يكون به اجتلاب منافعهم ودفع مضارهم). وهناك أحاديث أخر قد تضمنت مضامين مشابهة يضيق المقام عن ذكره.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/28


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  كلمات متقاربة اللفظ مختلفة المعنى في القرآن الكريم (أسرى، سريا)  (المقالات)

    • ضرر الفساد في أمثلة (ولا تبغ الفساد في الأرض ان الله لا يحب المفسدين) (ح 33)  (المقالات)

    • اشارات قرآنية من كتاب باب الحوائج الإمام الكاظم للدكتور الحاج حسن (ح 4)  (المقالات)

    • اشارات قرآنية من كتاب باب الحوائج الإمام الكاظم للدكتور الحاج حسن (ح 3)  (المقالات)

    • أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 204)  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : اشارات المرجع السيد محمد سعيد الحكيم قدس سرة عن ائمة اهل البيت والقرآن الكريم (ح 2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net