صفحة الكاتب : علي تميم

اختلاف بني العباس
علي تميم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المراد ببني العباس هنا هو من يقوم مقامهم في البلدان التي حكموها، أو في حالة العداء لأهل البيت (ع) و كيفما يكون فليس المقصود به الفئة التي حكمت من بني العباس بن عبد المطلب في الحقبة التاريخية التي مرت، و انما المراد بهم في عصرنا هذا هو الحكومات العربية.

و الأحاديث تؤكد تفكك العلاقات بين حكام المنطقة، بالطريقة التي تؤدي إلى الصراع بينهم، ثم ضعف الانضمة و تفككها، و هذا الضعف يؤدي إلى خراب هذه الدول، و اول هذه الدول خرابا هي الشام على ما تنطق به روايات عدة.

و ما يعرب عنه الحديث من حقائق خراب الشام الذي يتسبب به هذا الخلاف، كذلك ينجر وراءه أحداث خروج مارقة من ناحية الترك، ثم نزول الترك الجزيرة، و نزول مارقة الروم الرملة، و سقوط الحكومة في الشام بعد تفككها على يد السفياني.

و هذا الاختلاف على مرتبتين، الأولى ما بين الانضمة نفسها، و الثانية ما يترتب على ذلك من اختلاف الشعوب مع حكام الانظمة، و هو الذي يشار اليه في الروايات العديدة بخلع العرب لأعنتها، و هذا الاختلاف بنمطيه هو الذي أشار اليه الإمام الصادق (ع) فقد قال له يعقوب السراج: متى فرج شيعتكم؟ قال: إذا اختلف ولد العباس، ووهى سلطانهم، وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم، وخلعت العرب أعنتها، ورفع كل ذي صيصية صيصيته، و ظهر الشامي، وأقبل اليماني، (الكافي ٢٢٤-٢٢٥)

و من الواضح إن هذا الخلاف غير حاسم الدلالة على بدء عصر التمهيد المباشر، فالانظمة الحاكمة تتداعى بين مدة واخرى، و الشعوب تنتفض على حكامها و لهذا فإن ما نحن بحاجة اليه على هذا الصعيد، هو اختلاف جذري يؤدي إلى انهيار هيبة حكام المنطقة، و هذا الانهيار يكون محفزا لاصحاب القدرات السياسية المحدودة لكي يطمع بالحكم، ويتصل بما بعده من العلامات، لكي نقول ان هذا الإختلاف هو الذي تحدث عنه الإمام (ع) و أكثرها حسما هو علامة الصوت من ناحية دمشق بالفتح.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي تميم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/10/23



كتابة تعليق لموضوع : اختلاف بني العباس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net