المراد ببني العباس هنا هو من يقوم مقامهم في البلدان التي حكموها، أو في حالة العداء لأهل البيت (ع) و كيفما يكون فليس المقصود به الفئة التي حكمت من بني العباس بن عبد المطلب في الحقبة التاريخية التي مرت، و انما المراد بهم في عصرنا هذا هو الحكومات العربية.
و الأحاديث تؤكد تفكك العلاقات بين حكام المنطقة، بالطريقة التي تؤدي إلى الصراع بينهم، ثم ضعف الانضمة و تفككها، و هذا الضعف يؤدي إلى خراب هذه الدول، و اول هذه الدول خرابا هي الشام على ما تنطق به روايات عدة.
و ما يعرب عنه الحديث من حقائق خراب الشام الذي يتسبب به هذا الخلاف، كذلك ينجر وراءه أحداث خروج مارقة من ناحية الترك، ثم نزول الترك الجزيرة، و نزول مارقة الروم الرملة، و سقوط الحكومة في الشام بعد تفككها على يد السفياني.
و هذا الاختلاف على مرتبتين، الأولى ما بين الانضمة نفسها، و الثانية ما يترتب على ذلك من اختلاف الشعوب مع حكام الانظمة، و هو الذي يشار اليه في الروايات العديدة بخلع العرب لأعنتها، و هذا الاختلاف بنمطيه هو الذي أشار اليه الإمام الصادق (ع) فقد قال له يعقوب السراج: متى فرج شيعتكم؟ قال: إذا اختلف ولد العباس، ووهى سلطانهم، وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم، وخلعت العرب أعنتها، ورفع كل ذي صيصية صيصيته، و ظهر الشامي، وأقبل اليماني، (الكافي ٢٢٤-٢٢٥)
و من الواضح إن هذا الخلاف غير حاسم الدلالة على بدء عصر التمهيد المباشر، فالانظمة الحاكمة تتداعى بين مدة واخرى، و الشعوب تنتفض على حكامها و لهذا فإن ما نحن بحاجة اليه على هذا الصعيد، هو اختلاف جذري يؤدي إلى انهيار هيبة حكام المنطقة، و هذا الانهيار يكون محفزا لاصحاب القدرات السياسية المحدودة لكي يطمع بالحكم، ويتصل بما بعده من العلامات، لكي نقول ان هذا الإختلاف هو الذي تحدث عنه الإمام (ع) و أكثرها حسما هو علامة الصوت من ناحية دمشق بالفتح.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat