القراءة الموزونة للتراث الديني
محمد قاسم الطائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد قاسم الطائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بشكل موجز ثمة فرق كبير بين قرائتين للتراث الديني بين قراءة مجهزة بأدوات علمية منتظمة ومقرر في رتبة سابقة على قيمتها الاستدلالية والمعرفية بخصوص كشف القواعد والمواد الصالحة من التراث الديني وتوظيفها في بناء الحياة والانسان، وبين قراءة أصلا ً محددة جهودها نحو كشف النواقص والعوائق التراثية والاستدلال بها على قصور التراث في معالجته الانسانية والمجتمعية وبما أن التراث لا تنفك عنه الجهود البشرية بالتالي لا يملك العصمة والحصانة التامة عن الأخطاء والمشاكل التي تعرض لها خلال مسيرته التاريخية ومن ثم ينتهي بنتيجة طبيعية حاصلها زلزلة الثقة وعدم الأخذ بهذا التراث الجبار، فالقراءة الأولى لو توفرت بمعداتها وآلياتها القويمة وبحسب وجودها المقتضي الصالح والمؤهل والخالي من جميع أسر الموانع لا شك عندئذٍ
تقدم تلك القراءة الموزونة والصالحة للبناء والازدهار والنهوض النافع .
وأما القراءة الثانية مهما ادعت لنفسها من ألقاب وعناوين كالتنوير والاصلاح والتجديد وغير ذلك فإنها لن تستطيع الخروج من قابع التشكيك و والمتاهات والحذلقات الفارغة ما دام خطت لنفسها مسبقاً هذه الرؤية المعتمة ثم أن الانبياء جاءوا هل لكي يغرقوا حياة الناس بالطعن والتشكيك والتهكم على أخطاء وقعت في الماضي السحيق أم بالسعي نحو إقامة العدل والصلاح والنهوض الصادق؟!
لا شك أن واحدة من أهداف الانبياء النبيلة هي إقامة العدل والاصلاح المجتمعي بكافة أشكاله والمفروض العالم الديني وارث لنهجهم ومسيرتهم بهذا المعيار القويم .
وبكلمة واحدة: أعتقد إننا بحاجة لمراجعات تفحصية وتحققية للتراث الديني بعيداً عن هوامش الاقوال والآراء الميتة- بحمد لله تعالى أن في تراثنا طاقات وكنوز بحاجة للمزيد من الجهود المؤسساتية المكثفة لإستخراج هذه المواد الوحيانية وتفعيلها بطريقة صناعية علمية في خدمة الانسان والمجتمع فالجهود الفردية لا تكفي وليس بمقدورها ذلك.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat