صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

مع الإمام المهدي في غيبته / ٦
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


معرفة إمام الزمان من أهم الواجبات الملقاة على عاتق المكلّف ، سواء كان في عصر حضور الإمام أو غيبته ، وهذه المعرفة هي الحدّ الفاصل بين الهدى والضلال ، عن النبي (ص وآله) قال : { من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية } اقبال الأعمال لابن طاووس ، ج 2 ، ص 252 .
وعن ابن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله ( ع ) عن قول رسول الله ( ص وآله ) : « من مات وليس له إمام ، فميتته ميتة جاهلية » ، قال : قلت : ميتة كفر ؟ قال : « ميتة ضلال » ، قلت : فمن مات اليوم وليس له إمام ، فميتته ميتة جاهلية ؟ فقال : « نعم» . شرح أصول الكافي للمازندراني ج٦ ص٣٥٤

والمعرفة أخصّ من العلم ، فهي علمٌ مع تصديق ( بمعنى القناعة الكاملة للمعلومة والإيمان بها بعد البرهنة عليها ) ، فليس كل من كان عالماً بشيء كان مؤمناً ومصدّقاً به .. وكذا هي علم مع عمل ، فليس كل من علمَ عملَ بما يعلم ، فأركان المعرفة الأساسية اذن ثلاثة ( علم - تصديق - عمل ) .

ولا يتصور أحد أن الغيبة مانعة للمعرفة ، بل بالعكس ، فإن خفاء وغياب الشيء مع الحاجة الشديدة إليه يجعله أكثر تجليّاً وظهوراً عند المحتاج إليه ، لأنه سيعيش في فكره وروحه وأشواقه ، سيكون محور عمله وغاية جهده وطلبه .. فتأمل

فإذن أمامنا ثلاث خطوات لكي ننجوا من الجاهلية والضلال ، وننتشل أنفسنا من هذا الذنب العظيم ، تبدأ بالعلم - بعد أخذه من مصادره الموثوقة والشرعية - ثم التصديق والإيمان بما علمنا ثم العمل وفق ما صدّقناه وآمنا به ..

وهذه المتلازمة الثلاثية تقع عناصرها على الترتيب تارة والتوالد الذاتي والتغذية الراجعة لكل منها على العنصر الآخر تارة ثانية ، وخاصةً العمل فإنه يُثبّت العلم عند صاحبه ويوسعه ويزرع الإيمان ويثمره ..

في ميزان الحكمة عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( العلم مقرون إلى العمل ، فمن علم عمل ، ومن عمل علم ، والعلم يهتف بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل ) ، وفي ميزان الحكمة ايضا عن النبي الأكرم ص وآله : ( ليس الإيمان بالتحلّي ولا بالتمنّي ، ولكن الإيمان ما خلص في القلوب وصدّقته الأعمال ) .

وإذا أردنا أن نجمع أركان المعرفة الثلاثة في عنوان واحد يخصّ عصر غيبة الإمام فنقول هو عنوان الــ ( الانتظار ) أو ( انتظار الفرج ) الذي هو أفضل أعمال هذه الأمة كما ورد عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .. وسيأتي ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/27



كتابة تعليق لموضوع : مع الإمام المهدي في غيبته / ٦
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net