صفحة الكاتب : علي محمود الكاتب

شرفاء أخر المدة !
علي محمود الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 كثيراً ما نسمع في وطننا العربي الكبير أن موظف ما ، قد وجهت إليه تهمةً بالفساد المالي أو الإداري ، وحين يصبح مطلوباً رسمياً للعدالة للتحقيق معه في التهم المنسوبة إليه وحسب القوانين المعمول بها ، يهمُ مسرعاً بالإدلاء بالتصريحات ، عبر وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية، متهماً آخرين بذات التهم الموجهة إليه وذلك لإلهاء أو إرباك الرأي العام وتحويل الأنظار عن قضيته !
 
حيث تبين وبقدرة قادر أن ضميره المهني أو الوطني قد أستيقظ فجأة، فهم مسرعاً لكشف حقيقة الفساد في هذه الدائرة أو تلك ! على الرغم من أن المذكور قد يعلم بهذا الفساد منذ سنوات، وربما كان شريكً أصيل فيه !
 
فلماذا يكتب دائماً على الضمير الوطني العربي، إلا يستيقظ إلا حين يستغنى عن خدمات صاحبه، لعله من الجائز أن نسمي هذا بصحوة ضمير ما بعد الرحيل ؟!
 
ضمير شاء صاحبه إن يعمل بالريموت كنترول أو استخدامه كوسيلة للانتقام ممن أقالوا صاحبه عن مناصبه الرفيعة ،واسكنوه رف المهمشين للجلوس بلا سلطان حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة !
 
وحتى لا يقال أننا نتعرض لحدثً معين أو لشخصية بعينها، وهي فوق الشبهات أو تحتها فهذا لا يعنينا كثيراً، ولكننا نبحث في جوهر المسألة الأخلاقية وصحوة الضمائر المفاجئة والعجيبة !
 
لذا نجد لزام علينا أن نناشد أصحاب الضمائر دائمة اليقظة أن وجدت في تلك الوظائف الحكومية أن يطلقوا تلك التصريحات والإفشاء بمواطن الفساد في دوائرهم  وهم داخل الخدمة وليس خارجها وعبر القضاء ، فالساكت عن الحق شيطان أخرس ، ومن ينتظر ليأتيه الوحي فجأة ويصبح وطنياً ، فلا أظنه صادقاً ولا وطنياً ، فهو لا يتعدى عن كونه مرتزقةً فقد مصالحه الشخصية !
 
نعم أنها لحظة تضارب مصالحه مع مصالح الآخرين لينبري لنا من خلف ستار قائلاً ان لديه من الملفات والإثباتات ما تمكنه من الإطاحة بمن يشاء !
 
فمن باب أولى وعلى صعيد الحرص الوطني والأمانة الوظيفية أن يقوم هذا الشريف بين هلالين بالكشف عن الخلل وقت وقوعه، طالما أن لديه الأدلة، و إلا كان شريكاً متضامنً في الجريمة !
 
كما أن الساكت عن الحق شيطان أخرس فالمتكلم أيضاً بالباطل شيطان ناطق ، فمن غير الجائز ان نرمي الآخرين بالشبهات دون أدلة ، وان نتهمهم بأبشع الصفات ، خاصة اذا عرفنا ان بعض المهمشين يتعرضون بألسنتهم العفنة ،لقادة ورجال أعمال وطنيين لا غبار عليهم ، أو أدنى شك في ذمتهم المالية أو النضالية …..
 
وعلى جانب أخر لا يقل أهمية ، نجد في وسائل الاعلام طائفة المطبلين والمزمرين ممن يروجون لهذا الإشاعات والتهم الباطلة دون ان يتحروا الدقة أو ينتظروا قرار من محكمة أو دائرة قضائية مختصة ، وكأن همهم الأول فقط ، تعبئة الفراغات بمواقعهم الالكترونية ،ولم يتذكروا قوله تعالى :  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الآية (6) سورة الحجرات ….
 
فجميل من كتابنا أن يستغلوا تلك المساحة من الديمقراطية والحرية الصحفية، وينعموا بظلالها ، ولكن رمي القيادات المناضلة ،وحتى العامة من الناس ، بالتهم الباطلة ليس هذا من الديمقراطية بشئ ، بل هو لهو وعبث يضر بمصلحة الوطن ويضر بسمعة الشرفاء من القيادات التاريخية لهذا البلد …..
 
ونحن في فلسطين ننعم والحمد لله بقدر كبير من الديمقراطية والتي أرست قواعدها قيادتنا الشرعية وعلى رأسها قائد مسيرتنا الأخ المناضل أبو مازن ، فلا عيب إذن أن صحنا بأعلى الصوت وقلنا  لأي فاسداً بهذا الوطن ، انك فاسدً ، ولكن لا يستقيم هذا الا اذا كان من خلال القضاء والأطر الشرعية وإلا باتت الدنيا فوضى وأمورنا الى العبث !
 
فنشر الأكاذيب والإشاعات عبر صفحات الاعلام وقنوات التلفزة المشبوهة، ليست من أفعال الشرفاء أو المناضلين وإنما هي فعل من أفعال الضعفاء ومن فئة تنتمي الى جماعة المنهزمين والمشبوهين ، وللأسف ما أكثرها ببلادنا والذين لا تفيق ضمائرهم المزيفة إلا آخر المدة !! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمود الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/04



كتابة تعليق لموضوع : شرفاء أخر المدة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net