صفحة الكاتب : مصطفى منيغ

أنَعِي الَوَعْيَ الوَاعِي ؟؟؟
مصطفى منيغ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

...حلمنا بمغرب أحسن ، قوي خالي من الفِتن ، يحترم حقوق الإنسان ، محكومٌ بالقانون لا فرق بين فلان و فلان ، العدالة فيه شجرة يانعة الأغصان ، شعارها تقل الحق يبقيه تابت وخفَّة الباطل تعرّضه للعدم مهما كان المقام أو الرمان ، لا أحد يطغَى في أمَّةٍ دستورها القُرآن ، ولا زعيم يَفْتَرِي كي ينجح ويبقَى في آمان ، مادام الغد كاشف للحقيقة الناطق بها آنذاك كل لسان ، حيث التتبٌّع يُنتِج الاطّلاع كل آن ، ولا حاكم يشتري ما يشتهيه عقاراً أو ذهباً بالمجان ، ولا راتب يُسحب من خزينة الشعب لفائدة مُصنَّف مِن الأعيان ، مادام وقتهم طُرِد مع الاستعمار أكان فرنسي الجنسية أو مِن الإسبان .

تمنينا أن نكبر بسرعة لنشارك في تطوير المغرب ليصبح أفضل الأوطان ، يُضرب به المثل في الغرب بعد الشرق عمَّا تحقَّق فيه ولا يكتنفه (لسبب ما ) النسيان ، مترجم للدراسة كنبوغٍ لفكرٍ إنسانيّ في جامعات الصين أو الهند أو أمريكا أو اليابان ، ولِمَا لاَ المغاربة أذكياء يطلبون العلم ولو كانوا فقراء لا يرغمهم ريح العجز على الانحناء ولو هبَّ عليهم دون سابق إعلان .

ونحن في أولى الخطوات على تحصيل المعرفة نسمعُ عن مصر ونشعر بالفخر والاعتزاز ونتصوّر عظمة ذاك البلد العربي الذي تعرَّض لثلاثي العدوان ، عقاباً على مساعدته الثورة الجزائرية المباركة وفرنسا في أوج نفوذها تغلي حقدا متى سمعت انتفاضة شعوب المغرب العربي وتتأكد أن مصر من وراء الفاعل سِراً وفي العلن ، كنا نتكون في ميدان الوطنية الذي أسسته تلك الدولة العربية الزاحفة للنصر بقوة الإيمان ، بواسطة جيلٍ من العباقرة ترعرعنا على نتاجهم الفكري المفعم بحماس النهوض من أجل إثبات الذات وتحمل مسؤولية المشاركة في رفع علم بلدنا خفاقا بالنصر على الجهل والفقر والمرض وكل بهتان . تحرّكت أحاسيسنا الغر مع الحبيبة لبنان ، وفيروز تحلق بخيالنا لملامسة شجيرات الأرز الحِسان ، الواصل بياض بشرتهن لقلوبنا الفتية لتسرع الخفقان ، فالجمال الممزوج بحياء الشرق الصادر عن صلابة بنيان ، مشيد بتربية جاعلة لكل أمر يُقاس ّبأدقِّ ميزان ، وللراغب متى شاء الاعتماد عن أصالة الأصل وتقدير تقاليد مكارم المكان . الوعي ليس انجذاب لأي متعة مؤقتة ذاتية مهما بلَغ التعويض من ثمن ، بل الوعي الواعي أكثر حفاظا على الكرامة يجعل الاختيار مسألة قناعة وتيك شيمة الشجعان ، فلا شيء يبقى غير ما يجدّد الحنان ، بما تأثرنا عن ثقة إعجاب بعقد ياقوت تتوسطه بيروت وكأن المساحة كلها أغنى بستان ، غير متقلب الشكل والمضمون مهما الحسد الخارجي هناك استوطن .

نتناقش على قدر عمرنا والشقيري يتوعد إسرائيل أن يقذف بها في البحر فنصفق عسى العرب لا يقابلونه بالخذلان ، فالغرب قادر على حماية صنيعته بما يملك من هيمنة على عالم عربي باستثناء مصر العروبة والبطولة والوفاء عن إحسان .

... اليوم نراجع ما مضى ونقيِّم مدى صلابة أيادي كانت تجرنا من الخلف إذ المغرب الرسمي في اتجاه معاكس نزولا لتمثيل الرغبة المعبر عنها بشجرة أغصانها في أوربا وجذورها في إفريقيا وانتهى الأمر بوصف المعارض أقرب قريب للأوامر العليا بالعصيان . قساوة تُمحي ذاكرة جيل اتَّسم مَن كان فيه متعاطف مع العروبة دارس للغة عربية متشبع بمبادئ عدم التفريط في حق الفلسطينيين لاسترجاع استقلالهم على أرضهم بالقدس عاصمة ، لنتعاون مع فرنسا أن تحوَّلت من مستغِلَّة لنا لشريك استثماري الند للند ، لنتضامن مع ألمانيا متى أصابها مكروه لأننا من نفس البشرية ، لنشتري من المملكة الهولندية الحليب وكل أنواع الأجبان ما دامت تشتري من عندنا الفواكه والطماطم ، لنحترم المؤسسات الدستورية الكائنة في قلب المملكة البلجيكية ونتعلم منها دبلوماسية التعايش لتحقيق الوحدة الأوربية ، كل هذا شيء جميل ولكن بالمقابل أن لا نفقد الصلة بأهلنا العرب مهما كانت مشاربهم السياسية لأنظمة حكمهم ، يكفي أننا خسرنا سوريا عكس الشعب السوري العظيم الذي نكن له التقدير والإجلال والأماني الصادقة بالعودة إلى محيطه لينطلق في أمن وسلام لبناء ما ضاع القابل لاسترجاع نفس الدور المفعم بالنفع .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى منيغ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/30



كتابة تعليق لموضوع : أنَعِي الَوَعْيَ الوَاعِي ؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net