صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الخروف لا يملك شيئاً
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الذين يقتلون مقهورين في الحروب ، وفي النزاعات الداخلية والخارجية ويدفع بهم الحاكم ليكونوا جنوداً يساقون كالقطيع ، فتأخذهم المعارك ليكونوا أشلاءاً تمزقهم الوحوش أو يطمرون في الخنادق ، أو تحت التراب دون أن يشعر بهم أحد أو يذكرهم أحد . هؤلاء كالخرفان لا إرادة لهم ولا حول ولا قوة ، الآلاف يموتون ، تفتك بهم الأمراض والأوبئة ، والملايين عبر تاريخ البشرية الحافل بالدكتاتوريات المقيتة ، بإرادتهم أو بالإكراه يمضون راغمين خائفين ، يبادون بالأسلحة التقليدية والحديثة ، والمحرمة حتى..
هناك من يقتل بطرق شتى وكلها تحت ظل السلطة القاهرة ، وهم بشر مظلومون لكن الله لا يقيم لهم وزناً حتى لو غفر لهم ضعفهم وقلة حيلتهم ، فهو يأمرهم في الغالب أن يهاجروا من الأرض التي يقع فيها ظلم عظيم ، ويقول ,(ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة)..
في المقابل أحصى التاريخ قوة الإرادة وقهر الذات لدى من آختارهم وآصطفاهم من عباده ليقفوا في وجه الطغيان والانحراف ، ومنهم من إرتضى دخول السجن ، أوأن يعلق على المشانق ، أو يعدم بالرصاص أو أن توضع في جيب قميصه قنبلة تنفجر فيه وهو مقيد ومعصوب العينين.
أعدم نظام صدام حسين مئات آلاف الابرياء ومنهم من وقف بوجهه من علماء دين وفلاسفة وضباط وجنود وأطباء ومهندسين وعمال وفلاحين ومثقفين وحتى وزراء إعترضوا على سياساته الحمقاء . أعدم نظام ستالين عشرات آلاف من المواطنين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، ومن الناس من تحدى الطغيان في أصقاع روسيا وثلوج سيبريا، عدا عن الذين انتحروا من شعراء وكتاب ومثقفين حين لم يجدوا متنفساً.
واحد من العلماء المسلمين ، وكنت أتحدث عن الإنسان الخروف ,ذكّرني أحد الجلساء أن هذا العالم وصف البشر الذين لا يملكون الإرادة ويستسلمون لسلطة الحاكم الجائر بأنهم كالأغنام تساق في قطيع ذلك الحاكم ويكون مصيرها الذبح فيما بعد .
إنسقت لكتابة هذا المقال بعد أن عصفت في رأسي أخبار القتل حول العالم . في السودان والصومال واليمن ومصر وسوريا وفي بلدان من آسيا وأوربا وأمريكا وسواها من بلاد المعمورة التي شهدت الموت والقهر والإعاقة والجوع والاغتصاب ، واشكالاً من الجرائم . يدفع الناس دفعاً الى القتل كما يجر الخروف الى المذبح . لتحزّ أوردته بسكين باشط ثم يسلخ .
ما أبشع أن يكون الإنسان الضعيف المنقاد في حال يشبه حال الخروف ، وكلاهما ضحية ، لكن الفرق أن  الإنسان يملك إرادة وقوة عطلها بآختياره ، بينما الخروف لا يملك شيئاً.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/11



كتابة تعليق لموضوع : الخروف لا يملك شيئاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net