كلمة عن عيد الغدير (ح 3)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حلقات أخرى منشورة في مواقع مختلفة.
ما يميز خطبة يوم الغدير انها حصلت بوجود مائة الف من المسلمين من جميع بقاع الارض في ذلك الوقت عند رجوعهم من الحج، اي انها كانت عالمية بعد ان نزلت الاية "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دينا" (المائدة 3) و مما قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم في هذه الخطبة (اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده واخذل من خذله وانصر من نصرة. اللهم ادر الحق مع علي حيثما دارهذا اخي ووصيي وخليفتي من بعدي). وكان الشيخان موجودان ضمن الجمع بعدها قالا لعلي بخا بخ يا ابن ابي طالب اصبحت ولي كل مؤمن ومؤمنة. عن أبي هريرة قال: من صام ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، و هو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي فقال: (ألست ولي المؤمنين) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه). فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم، فأنزل الله: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ" (المائدة 3). قال الله تبارك وتعالى "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (الحشر 7) ان النبي صلى الله عليه واله وسلم يعتبر القرآن الناطق وترجمانه. فما جاء في خطبته صلى الله عليه واله وسلم يوم الغدير علينا اطاعتها وتنفيذ ما جاء بها، بالإضافة كل ما قاله عن الامامة والولاية.
خطبة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير واحدة من اكثر خطبه تحوي آيات قرآنية. وهذا ان دل على شئ فان تنصيب امير المؤمنين علي بن ابي طالب على ولاية ووصاية المسلمين صادر من منزل القرآن الله تبارك وتعالى. و "وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَد وَاتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ خَبيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" (الحشر 18)، و "فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها" (النحل 94)، و "أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللهِ" ( الزمر 56)، و "ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ" (ق 29)، و "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الاْسْلامَ ديناً" (المائدة 3)، و "إنَّ الدّينَ عِنْدَ اللهِ اْلإسْلامُ" (ال عمران 19)، و "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الاْسْلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِى الاْخِرَةِ مِنَ الْخاسِرينَ" (ال عمران 85)، و "أُولئِكَ الَّذينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا والاْخِرَةِ" (التوبة 69)، و "وَفِي النّارِ هُمْ خالِدُونَ" (التوبة 17)، و "لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ" (البقرة 162) (ال عمران 88)، و "هَلْ أَتى عَلَى الاِْنْسانِ" (الانسان 1)، و "وَالْعَصْرِ * إنَّ الاْنْسانَ لَفي خُسْر" (العصر 1-2)، و "وَما عَلَى الرَّسُولِ إلاَّ الْبَلاغُ الْمُبينُ) (النُّور 54) (العنكبوت 18)، و "اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (آل عمران 102)، و "آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ" (النور 62).
جاء في كتاب مصباح المنهاج للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: في ولاية الحاكم: أن الولاية تارة: تكون بمعنى الأولوية المطلقة الثابتة للنبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام التي هي بمعنى ولايتهم على جميع التصرفات حتى ما يتعلق بما له ولي، وهي المستفادة من مثل قوله تعالى: "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ" (الاحزاب 6)، وقوله صلى الله عليه وآله في حديث الغدير: (إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه) وأخرى: تكون بمعنى السلطنة على تولي ما لا ولي له من الأمور العامة التي يحتاج فيها إلى ولي، فيتوقف القيام بها على الرجوع له، ولعله المراد بما في المرسل: (السلطان ولي من لا ولي له). أما المعنى الأول فقد يستدل على ثبوته للفقيه بما ورد في شأن العلماء، مثل ما رواه الصدوق في كتاب ثواب الأعمال بسنده الصحيح عن الصادق عليه السلام عن آبائه: عن النبي صلى الله عليه وآله في حديثه في فضل طلب العلم قال: (وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذ منهم أخذ بحظ وافر). وحكي روايته عن الأمالي، وبصائر الدرجات، والاختصاص بطرق مختلفة مع تفاوت في المتن يسير. والمرسل: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)، وقريب منه غيره. قال الله جل جلاله "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (المائدة 67) جاء في كتاب رحاب العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: البيعة بمعنى الإقرار بالولاية والاستجابة لها حاصلة. نعم لا يبعد أن يراد بالبيعة إعلان الاستجابة والإذعان، من قبل من شهد الخطبة، بما تضمنته من فرض ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، كما يشير إليه الحديث السابق. إذ كثيراً ما يراد بالبيعة ذلك. لما هو المعلوم من سيرة المسلمين في جميع العصور من أن بيعة عموم الناس للخليفة الجديد إنما تكون بتسليمهم بخلافته، وانقيادهم له. ولا يمسح على يده إلا القليل من ذوي المكانة، لإعلان إقرارهم. ومن الظاهر حصول هذا الأمر في واقعة الغدير. لأنه الأمر الطبيعي ممن حضر من المسلمين خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإعلانه ولاية أمير المؤمنين عليه السلام. ولو ظهر منهم الردّ له والاعتراض عليه لظهر وبان، ونقل تاريخي، كما نقل اعتراض الحارث بن النعمان الفهري الذي ذكرناه في سلسلة أحداث واقعة الغدير وما يتعلق به، في جواب السؤال السابع من الأسئلة السابقة. كما أنه المناسب لما تقدم في سلسلة الأحداث من تهنئة الحضور لأمير المؤمنين عليه السلام بالولاية. وقد تقدم أن الشيخ الأميني قدس سره أنهى مصادر ذلك من طريق الجمهور إلى ستين. ولا سيما مع ما تضمنته بعض طرقها من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجلس أمير المؤمنين عليه السلام في خيمة، وأمر المسلمين بالدخول عليه وتهنئته. إذ من المعلوم رجوع التهنئة بالوجه المذكور للإقرار والتسليم، اللذين تؤديهما البيعة. والحاصل: أن البيعة بمعنى إعلان الاستجابة والإذعان بولاية أمير المؤمنين عليه السلام، ملازمة عادة لخطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغدير، وتواتر الخطبة يقضي بتواتر البيعة بالمعنى المذكور.
جاء في منتدى جامع الأئمة في خطب الجمعة للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: بمناسبة مرور عيد الفطر نتكلم عن فكرة العيد في الإسلام: أن العيد الحقيقي هو يوم حصول الحادثة المفرحة نفسه. وهذا هو مراد الآية الكريمة حين تقول: "تَكُونُ لَنَا عِيدًا" (المائدة 114) يعني بمناسبة نزول المائدة من السماء التي هي سبب الفرح والابتهاج ولم يقل انها تكون لنا عيدا نحتفل به كل عام. الا اننا يمكن ان نلاحظ ان المناسبات السنوية الاسلامية او الدينية على كلا الشكلين من هذه الناحية فمنها ما يكون ذكريات سنوية لحوادث سابقة في صدر الاسلام وربما اكثرها كذلك وهو الاعم الاغلب منها بما فيها مناسبات ولادات ووفيات المعصومين سلام الله عليهم وعيد الغدير. الأيام التي تكتسب أهميتها باعتبار أن حادثة مهمة قد وقعت فيها كولادة النبي صلى الله عليه وآله وولادة امير المؤمنين عليه السلام ووقعة بدر ويوم المعراج ويوم الغدير ونحو ذلك فهذه ايام المناسبات التي تعطي للمسلمين بتجدد الذكرى كل عام ما يمكن أن تعطيه من إلهام مقدس لكل فرد مسلم بمقدار حاله ومستواه.
جاء في أبيات عن ام البنين: زوج كريمتنا بالفارس البطل نعم القرينة لـلمولى الإمام علي فإنها حرة في الحسن بارعة في الرّشد كاملة والعـقل. وكذلك قيل فيها: يهـنيك هـذا الشّرف العالي وأنـت في عـز واقـبـال فيـك فنون الحسـن قد جمعت فصرت في فضل به عالي حظيت بـالمفضال خير الملا بعد النّبي الطّـاهر العالي. وجاء في شعر عنها: يهـنيك فاطمة بالفارس البطل نعم القرين أمير المؤمنين علي مـن للانـام إمـام حـجة وولي للمؤمنين أمير والغدير جلي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat