ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين اللعنة واللاعنون والملعونين في القرآن الكريم (ح 6)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حلقات المقال هذا منشورة كل منها في موقع مختلف.
وردت آيات عديدة في القرآن الكريم عن اللعن منها قال الله تعالى عن كلمة اللعن ومشتقاتها "لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا" ﴿النساء 118﴾ لَعَنَهُ: لَّعَنَ فعل، هُ ضمير، طرده الله تعالى من رحمته، وقال الشيطان: لأتخذن مِن عبادك جزءًا معلومًا في إغوائهم قولا وعملا، على العبد أن لا يطيع الشيطان ليشاركه لعنة الله، و "فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" ﴿المائدة 13﴾ من الملعونين الذين ينقضون الميثاق "فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ"، و "قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ" ﴿المائدة 60﴾ لعنة الله على الذين يعبدون الطاغوت، و "يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ" ﴿المائدة 64﴾ يد الله تعالى معنوية فلا تقنط من رحمة الله فتكون من الملعونين، و "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ" ﴿المائدة 78﴾ حصل اللعن على لسان الأنبياء "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ" ومن أصناف الملعونين هم العصاة والمعتدين "ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ".
ان آية المباهلة فيها مصطلحات قرآنية لها علاقة مع بعضها البعض مثل نبتهل ولعنة والكاذبين فعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ" (ال عمران 61): (مباهلة) في الأصل من مادة بهل (على وزن اهل) بمعنى اطلاق و فك القيد عن الشيء و بذلك يقال للحيوان الطلق حيث لا توضع محالبها في كيس كي يستطيع وليدها أن يرضع بسهولة يقال له: (باهل)، و (ابتهال) في الدعاء بمعنى التضرع و تفويض الأمر إلى اللّه. و إذا فسّروها بمعنى الهلاك و اللعن و البعد عن اللّه كذلك بسبب ترك العبد طلقا و حرا في كلّ شيء تترتب عليه هذه النتائج، هذا معنى (المباهلة) لغة. امّا مفهوما ما هو المعروف نزول هذه الآية، بمعنى الملاعنة بين الشخصين، و لذا يجتمع أفراد للحوار حول مسألة دينية مهمّة في مكان واحد و يتضرعون اللّه أن يفضح الكاذب و يعاقبه. و لا حاجة للقول بأنّ القصد من المباهلة لم يكن إحضار جمع من الناس للّعن، ثمّ ليتفرّقوا كلّ إلى سبيله، لأنّ عملا كهذا لن يكون له أيّ تأثير، بل كان المنتظر أن يكون لهذا الدعاء و اللعن أثر مشهود عيانا فيحيق بالكاذب عذاب فوري.
يتضح أن اللعن يحصل عند تكرار العمل واستمراره الذي يغضب الله تعالى كما جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: كان المنافقين ومن يلحق بهم لما لم ينتهوا بهذه المناهي والتشديدات نزل قوله تعالى "لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً" (الاحزاب 60-61).
عن قطيعة الرحم يقول السيد الحكيم قدس سره فقد عد من الكبائر في صحيح عبد العظيم مشيرا إلى الاستدلال عليه وعلى قطيعة الرحم بقوله تعالى "والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار" (الرعد 25). وعن السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره في كتابه في رحاب العقيدة: ومن نكث العهد، وفارق الحق، وغير وبدل، وانقلب على عقبه، استحق النكال والوبال، والبراءة واللعنة، كما قال الله تعالى "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد 25).
هنالك مصطلحات قرآنية ولغوية يصعب التمييز بينها ولكنها في حقيقتها تختلف عن بعضها البعض وخاصة في اعتبار اتيانها حلالا أو حراما مثل السباب واللعن والشتم فعن مركز الرصد العقائدي حول شبهة عدم الفرق بين السب واللعن الواردين في القرآن الكريم للسيد مهدي الجابري الموسوي: وتواتر عنه صلى الله عليه وآله، أنه قال: لمّا أقبل أبو سفيان ومعه معاوية: (اللهم العن التابع والمتبوع)، وفي آخر: (اللهم العن القائد والسائق والراكب)، وكان يزيدُ بن أبي سفيان منهم. وقد اشتُهرت مقولة رسول الله صلى الله عليه وآله، في مروان بن الحكم وأبيه ، طريد رسول الله: (اللهم العن الوزَغ بن الوزغ). فهذه النصوص أوجدت حزازة في نفوسهم، وبودِّهم أنها لم ترِد ، فكم من حرارة في أكبادهم منها، وكم من شجىً في حلوقهم من موردها ، فما عساهم أنْ يفعلوا حيالها وغيرها من الأدلة وهي تنصّ على لعن أقطابهم بل على وجوبه أيضاً، إلا أنْ يتداركوا معتقَدهم الذي شارف على الزوال بفتاوى مِن دون دليلٍ أو شبهه ، تحرِّم اللعن على أنه من السبّ المحرَّم الذي ورد النهي عنه؛ ومن هنا قلنا: إنه يلزم نسبة التناقض إلى كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وآله، فمن جهة فإنّ القرآن يلعن المنافقين ويأمر بلعنهم، ومن جهة أخرى يحرِّمه، ومما لا ينقضي منه العجبُ وما حييتَ أراك الدهرُ عجباً - أنهم عمدوا إلى تأسيس قاعدة مفادها (عدم جواز لعن المعيَّن)، تقضي بإعفاء المنافقين والكفّار من اللعن، والأطرف من هذا وذاك أنه حتى إبليس اللعين شمله هذا العفو، وهذا نصُّ ما صرّح به بعضهم: (في لعن الأشخاص خطرٌ فليُجتنَب، ولا خطر في السكوت عن لعن إبليس فضلاً عن غيره). في بيان معنى السبِّ: السبُّ: هو الشتم والتعيير، قال ابن منظور: (وفي الحديث: سُباب المسلم فسوقٌ، وقتاله كفرٌ، السبُّ: الشتم). وفي مختار الصحاح: "س ب ب السبُّ: الشتم والقطع والطعن ، وبابه ردّ، والتسابُّ التشاتم والتقاطع. وهذا سُبّةٌ عليه بالضم أي عارٌ يُسبُّ به ، ورجل سُبّة ، يَسبُّه الناس . وسُبَبةٌ كهُمَزةٍ يَسبُّ الناس). وفي المصباح المنير: (س ب ب: سبّه سبّاً فهو سبّابٌ، ومنه قيل للإصبَع التي تلي الإبهام سبّابةٌ ؛ لأنه يُشار بها عند السبِّ، والسُّبّة العار وسابّه مسابّة وسباباً ، واسم الفاعل منه سِبّ بالكسر). في بيان معنى اللعن: قال صاحب المصباح: لعنَه لعناً من باب نفع: طرده وأبعده أو سبّه ، فهو لعينٌ وملعون، ولَعن نفسه ، إذا قال ابتداءً : عليه لعنة الله، والفاعل لعان. قال الزمخشري: والشجرة الملعونة: هي كلُّ من ذاقها كرِهها ولعَنها. وقال الواحديّ: والعرب تقول لكلّ طعامٍ ضارٍّ: ملعون، ولاعنه ملاعنة ولِعاناً وتلاعنوا: لعن كلُّ واحدٍ الآخر، والملعنة: موضع لعْن الناس لما يؤذيهم هناك، كقارعة الطريق ومتحدثهم، (أي أعلاه الذي يقرعه المارّون بأرجلهم.وكذا الموضع الذي يجلسون فيه للحديث والمكالمة) والجمع الملاعن، ولاعن الرجلُ زوجته: قذفها بالفجور.
وكما أن اللعن مطلوب على المستحق حيا أو ميتا فانه لا يجب أن يلعن شخص على الشبهة ومنها لعن المؤمن بل يتحمل اللاعن الحرام والاثم فعن اللعن للكاتب سامي جواد كاظم: اللعن الدعاء على شخص أو اشخاص أن يبعدهم الله تعالى ويطردهم عن رحمته، وهو جائز وثابت في الشريعة الاسلامية. والدليل على جوازه من القرآن الكريم آيات كثيرة منها :قوله تعالى: "إنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافرينَ وَأَعَدَّ لَهمْ سَعيرًا" (الاحزاب 64)، و قوله تعالى: "إنَّ الَّذينَ يؤْذونَ اللَّهَ وَرَسولَه لَعَنَهم اللَّه في الدّنْيَا وَالْآخرَة وَأَعَدَّ لَهمْ عَذَابًا مّهينًا" (الاحزاب 57)، وقوله تعالى: "أَلاَ لَعْنَة اللّه عَلَى الظَّالمينَ" (هود 18). ويعني انه تمني الداعي بان يطرد الله عز وجل الملعون من رحمته وهذا الدعاء ليس بالضرورة ان يستجاب بل قد يعود على صاحبه واذا ما لعن شخص ما شخص اخر فالمفروض ان كان هذا الشخص لا يستحق اللعن تكون الاجابة اما ترك اللاعن لانه لايؤثر على من لعنه او النقاش عن سبب اللعن بالرغم من اننا لا نؤيد اللعن بالاسم ولكن عندما نقول لعن الله قاتل الحسين عليه السلام فانه امر متفق عليه حتى ابن تيمية في فتاويه يقول لعن الله من قتل او حرض على قنل سيدنا الحسين وفي هذه الحالة عندما ترفض الوهابية هذا اللعن فهذا يعني انها تؤيد قتل الحسين عليه السلام. في البخاري (كتاب الزكاة ص 47) ومسلم (7 / 171 ح 1064) وأحمد في المسند (4 / 10 ح 11008) وعن أبي يعلي في مسنده (390 ـ 391 ح 1163) لما خاطب ذو الخويصرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بقوله أعدل، ثارت ثورة من كان في المجلس منهم خالد بن الوليد قال: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فلعله يكون يصلّي) فقال: إنّه ربّ مصلّ يقول بلسانه ماليس في قلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إنّي لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونه)، فكيف ان الوهابية تعلم ما في قلب من يؤمن بمذهب اهل البيت عليهم السلام وتكفرهم؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat