صفحة الكاتب : عباس عطيه عباس أبو غنيم

القرآن والتربية
عباس عطيه عباس أبو غنيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن التربية القرآنية لها أثرها في تربية الأسرة والمجتمع وعالم الطفولة التي نفكر به وكيف نصنع لهم حياة كريمة عن رَسُولُ اللَّهِ ( ص ) قَالَ: (مَنْ عَلَّمَ وَلَدَهُ الْقُرْآنَ فَكَأَنَّمَا حَجَّ الْبَيْتَ عَشَرَةَ آلَافِ حَجَّةٍ، وَ اعْتَمَرَ عَشَرَةَ آلَافِ عُمْرَةٍ، وَ أَعْتَقَ عَشَرَةَ آلَافِ رَقَبَةٍ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ، وَ غَزَا عَشَرَةَ آلَافِ غَزْوَةٍ، وَ أَطْعَمَ عَشَرَةَ آلَافِ مِسْكِينٍ مُسْلِمٍ جَائِعٍ، وَ كَأَنَّمَا كَسَا عَشَرَةَ آلَافِ عَارٍ مُسْلِمٍ، وَ يُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَ يَمْحُو اللَّهُ عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَ يَكُونُ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يُبْعَثَ، وَ يَثْقُلُ مِيزَانُهُ، وَ يُجَاوَزُ بِهِ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَ لَمْ يُفَارِقْهُ الْقُرْآنُ حَتَّى يَنْزِلَ بِهِ مِنَ الْكَرَامَةِ أَفْضَلَ مَا يَتَمَنَّى ) ([1]) . وصورة المستقبل القاتم في الأذهان يأخذ دوره بالتفكير والإنسان بدون مستقبل يكن في غياهب المجهول, والإيمان بالله نستمد منه الغيب في التربية القرآنية وبما إن الطفولة منشأها بين أيدينا وكيفية الحفاظ عليها نحرص بأن يكون لهم مستقبل أفضل وواعد والغزو الثقافي الذي غزانا في عقر ديارنا بمخاطرة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهما يهددان وجود الأمة والطفولة لم تكن في معزل عنها.
لا يختلف اثنان في وضع امة أقرأ التي باتت لم تقرأ بين السطور من ثقافة الغرب الذي ندين له بتطوره الحضاري المنقوص وبيئة التي تستشعر النقص, وعن الأمام الصادق عليه السلام قال: (ينبغي للمؤمن ان لا يموت حتى يتعلم القرآن او يكون في تعلمه ) ([2]) . حتماً تجد في الغرب التطور الهزيل ونحن أمة مستهلكة تنقصها الكثير ومنها الخلاعة فنبحث عنها تاركين بيوتنا بيد الخدامات وهن الحصن الحصين ولهن الصلاحيات في التربية وفي رياض الاطفال وهذه الطفولة التي تنتهجها هذه الأسرة لم تكن السبيل الانجع والأمة التي تتعرض إلى المخاطر ولم تأخذ حذرها فهي في سبات ونوم عميق من وجودها التاريخي والحضاري.

أعلم ايها المسلم الذي يؤمن في القرآن والتربية كان القرآن تعلمته الاجيال السابقة عند الكتاتيب وهم في حصن حصين من الشوائب ولم تكن هناك مشاكل عقدية في فهم القرآن ولا التربية واليوم استبدل دور الكتاتيب في رياض الاطفال والمدارس وجاءت التحديات الثقافية تترا علينا بمشاكل لم ندركها عند الكتاتيب والحديث عن غزو العولمة وسن القوانين التي ربما تضعفنا امام مدها ولم تعد لدينا القدرة على مواجهتها فكيف بأبنائنا الذين يحلمون بغداً مشرق...

إن الطفولة اليوم تعيش الخطر ونحن عاجزين عن الصد لهذه الهجمة الشرسة وبين غزو يأجج بيننا نيران العصبية القبلية ونيران المذهبية وحركات استعمارية لم تغفل عن استهداف أمتنا بين قتال بعضنا وبين العملاء الذين خرجوا من رحم الأمة وهي مشاكل اجتماعية ونفسية تنعاني منها الأمة والنيران تتجدد ولم ننظر إلى وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً فبات احدنا يستبشر الرحيل إلى الغرب تارك كل شيء خلف ظهره ولم يدرك المخاطر فيها.

إن أصوات الفرقة مزقت كيان الأسرة التي كانت تعيش تحت سقف واحد والمستكبرين لهم ايديهم التي تبطش بها وهؤلاء متآمرين علينا دون الشعور بهم وكيف ننهض ونحن متباعدين ولن تنهض الأمة اذا كانت متفرقة قال تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) ([3]).

إن اصوات عالية وأبواق تدق اسفين الحروب والتفكير في حل المشاكل بات عاجز وتحولت الرغبة بحلها إلى منتظر ينتظره الجميع وهو حقاً يملئها عدلاً وقسطا وهذا لا يعطينا الحق بترك الامور حبلى بل علينا التفكير والتمهيد لدولته والقرآن والتربية جزء منها ولا نكتفي بالدعاء اللهم نرغب اليك بدولة كريمة تعز بها الاسلام وأهله... ونحن لم نقوم عزمنا متخذين من القدر كفيل بحلها وهذا الركون افقدنا العزيمة بالنهوض من جديد كما كان النصف الاول من حياة النبي الخاتم محمد (ص)من مراحل نمو الايمان لديهم قال تعالى: (سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا) ([4]). والأمة التي تقرأ قرآنها وتربية انفسها وأبنائها فهي بحاجة لإحياء فرضية التفكير بالعقل لا بالعاطفة من جديد وتنهض بواقعها لحل مشاكلها تدريجياً ومن الطرائق لتجاوز مشاكل امتنا الرجوع إلى القرآن والتربية لدحر هموم الأمة وأزمة الهوية لآن عقل الإنسان المؤمن يستقر في قلب المؤمن الذي يدرك المخاطر ليضع لها الحلول.

([1] ) البحار 92 : 188 حديث 12

([2] ) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٩ - الصفحة ١٨٩

([3] ) سورة الأنفال الاية 46

([4] ) سورة الفتح الاية 23


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس عطيه عباس أبو غنيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/01/05



كتابة تعليق لموضوع : القرآن والتربية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net