ام عبدالله بن يقطر (مرضعة الحسين)
فاطمة السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أتدرون أي شرفٍ وأي منزلة وفقني الله لها  ؟خدمة بيت أمير المؤمنين ، و حضانة الحسين ،  إنها والله مفخرة عظيمة 

أنا ميمونة أم عبدالله بن يقطر بن أبي عقب الليثي، من بني ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة ،  زوجي  يقطر كان خادماً عند رسول الله" صلى الله عليه وآله"،  وأنا أعمل في بيت أمير المؤمنين علیه السلام   
وأهم ما اشتهرت به  هو كوني مرضعة الحسين علیه السلام ، أنا حاضنة للحسين كأم قيس بن ذريح حاضنة الحسن، ولم يكن رضع عندي ، ولكن يسمى ولدي عبدالله رضيعاً للحسين لحضانتي للحسين.  و لم يرضع  الحسين من غير ثدي أمه فاطمة "صلوات الله عليها" وإبهام رسول الله (صلى الله عليه وآله)  تارة، وريقه تارة أخرى .
ولدي عبدالله بن يقطر ممن رأى رسول الله "صلى الله عليه وآله"  وسمع حديثه، لأنه كان قرين الإمام الحسين " عليه السلام  " في السن . ولدته قبل ولادة الإمام الحسين بثلاثة أيام.عاش طفولته وكبر بين أولئك الجبال الرواسي وتخلق باخلاقهم وكتسب من صفاتهم ونهل من علومهم.
حتى  صار ولدي عبد الله   من حواريي الإمام الحسين علیه السلام  والمقربين لديه وموضع ثقته واعتماده؛ لذا وقع عليه إختيار الإمام لحمل رسالته إلى أخيه وأبن عمه مسلم بن عقيل ؛ لأنه كان على درجة سامية في الإيمان واليقين أهلته لتحمل هذه المهمة المحفوفة بالمخاطر.
اما انا جئت مع الركب الحسيني  الى الكوفة وفي منتصف الطريق في منزل يدعى الزبالة جاء الخبر بمقتل ولدي ومسلم بن عقيل....
عرفت من الأخبار أنه عندما وصل ولدي العراق بمهمته ، قبض عليه الحصين بن تميم  بالقادسية  وأرسله إلى عبيد الله بن زياد، سأله عن حاله فلم يخبره، فقال له: إصعد القصر والعن الحسين، ووصفه  بالكذاب بن الكذاب؟! ثم أنزل حتى أرى فيك رأيي. صعد القصر ولدي عبد الله ولما أشرف على الناس قال: أيها الناس، أنا رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول الله "صلى الله عليه وآله" إليكم لتنصروه وتؤازروه على إبن مرجانة وأبن سمية الدعي إبن الدعي... فأمر به عبيد الله فألقي من فوق القصر إلى الأرض ، تكسرت عظامه وبقي به رمق، فأتاه عبد الملك بن عمير اللخمي (قاضي الكوفة وفقيهها) فذبحه بمدية، ولما عيب عليه، قال: إني أردت أن أريحه .
 لما سمعت خبر مقتل سيدي مسلم وولدي ذهلت و تصدع قلبي وتقطعت نياطه، واسكبت عيوني دموعها  وضاق نفسي ثم سترجعت و حمدت ربي الذي زادني شرف أن أكون أم الشهيد الذي جاد بنفسه لنصرة الدين. الحمد لله الذي جعلني من الصابرات المحتسبات  المواسيات لعترة النبي ...  اكملت طريقي مع الركب الحسيني في مسيرة العشق الإلهي  في خدمة العترة الطاهرة مفتخرة بها ثم زادني شرف  أن كون مع اللاتي "شاء الله ان يراهن سبايا ) 
...................................................... 
1-  الخرائج والجرائح:  قطب الدين الراونديج2، ص550. 
2-  ابصار  العين في انصار الحسين ، ص 93 
 3- تاريخ الكوفة ، السيد البراقي ص322،".
 4-الارشاد ، الشيخ المفيد ، ج2،

الموضوع السابق دُمُوعٌ.. في الطفوف!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat