معركة الطف خلود الحق ضد الباطل
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عن ابي جعفر عليه السلام عن الاية "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (النحل 90) ان الفحشاء والمنكر والبغي هو ظلم وقتل ومنع حقوق الحسن والحسين والائمة من ولده عليهم السلام. عندما قال عبيد الله بن زياد في الكوفة للامام السجاد عليه السلام استشهد الامام السجاد عليه السلام بآية "قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا" (التوبة 51) امام يزيد.
يعرف الشهيد كل من يقتل او يغتال دفاعا او ايمانا بدينه وعقيدته او ظلما بالانفس والاموال "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الانفال 30). و في زيارة ابي الفضل العباس: واشهد انك مضيت على ما مضى به البدريون. وان اصحاب الحسين لقوا مصاعب اشد مما لقى البدريون لان الله انزل جنودا في بدر لم يراها الاعداء "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ" (الانفال 17) ولكن ابتلاءات كربلاء كانت شديدة مثل الحصار والعطش بقطع الماء.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قال الله تعالى "ألَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (26)" (ابراهيم 24-26) التّفسير: الشّجرة الطيّبة و الشّجرة الخبيثة: هنا مشهد آخر في تجسيم الحقّ و الباطل، الكفر و الايمان، الطيّب و الخبيث ضمن مثال واحد جميل و عميق المعنى. يقول تعالى اوّلا: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ" (ابراهيم 24) ثمّ يشير الى خصائص هذه الشجرة الطيّبة في جميع ابعادها ضمن عبارات قصيرة.
قال الله تعالى "ولا تلبسوا الحق بالباطل" (البقرة 42) عن كتاب فاجعة الطَّف للسيد محمد سعيد الحكيم: إن نهضة الإمام عليه السلام أحدثت تحولًا إيجابيًّا في المجتمع الإسلامي وتفكيره في قضاياه الدينية والدنيوية، وفجرت فيه روح الإسلام المحمدي الحي ومازالت إلى الآن منهلاَ يرتوي منه الأحرار ومنارًا يستضاء به في ظلمة الطغيان وفكرًا يوظف في كل زمان ومكان لاسترداد الحقوق ونبذ الباطل، وهذا مصداق من مصاديق الخلود.
قال الله جل جلاله عن فرعون وهو قدوة يزيد وأتباعه "وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ" ﴿غافر 26﴾ ، إن الله لا يوفق للحق مَن هو متجاوز للحد، بترك الحق والإقبال على الباطل، كذَّاب بنسبته ما أسرف فيه إلى الله، و "يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِن جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ" ﴿غافر 29﴾ قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى: أي ما أشير عليكم إلا بما أشير به على نفسي وهو قتل موسى عليه السلام كما حصل عند قتل الامام الحسين عليه السلام من قبل يزيد. وهكذا زُيَّن لفرعون كما زين ليزيد عمله السيِّئ فرآه حسنًا، وصُدَّ عن سبيل الحق؛ بسبب الباطل الذي زُيِّن له، وما احتيال فرعون وتدبيره لإيهام الناس أنه محق، وموسى مبطل إلا في خسار وبوار، لا يفيده إلا الشقاء في الدنيا والآخرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat