لا إِكْراهً فِي الدِّينِ" الكره ومشتقاتها في القرآن الكريم (ح 7)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تكملة للحلقة السابقة قال الله تعالى عن كره ومشتقاتها "أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ" ﴿المؤمنون 70﴾ بل أحسبوه مجنونًا؟ لقد كذَبوا، فإنما جاءهم بالقرآن والتوحيد والدين الحق، وأكثرهم كارهون للحق حسدًا وبغيًا، و "وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ" ﴿النور 33﴾، و "ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" ﴿فصلت 11﴾، و "لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ" ﴿الزخرف 78﴾، و "حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا" ﴿الأحقاف 15﴾، و "ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ" ﴿محمد 9﴾ .
عن تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله "لا اكراه في الدين" (البقرة 256)، ان كان قضية اخبارية حاكية عن حال التكوين أنتج حكما دينيا بنفي الاكراه على الدين والاعتقاد، وان كان حكما انشائيا تشريعيا كما يشهد به ما عقبه تعالى من قوله "قد تبين الرشد من الغي" (البقرة 256)، كان نهيا عن الحمل على الاعتقاد والايمان كرها، وهو نهي متك على حقيقة تكوينية، وهي التي مر بيانها أن الاكراه انما يعمل ويؤثر في مرحلة الافعال البدنية دون الاعتقادات القلبية. وهذه احدى الآيات الدالة على أن الاسلام لم يبتن على السيف والدم ، ولم يفت بالاكراه والعنوة على خلاف ما زعمه عدة من الباحثين من المنتحلين وغيرهم أن الاسلام دين السيف واستدلوا عليه : بالجهاد الذي هو أحد أركان هذا الدين. وقد تقدم الجواب عنه في ضمن البحث عن آيات القتال وذكرنا هناك أن القتال الذي ندب إليه الاسلام ليس لغاية احراز التقدم وبسط الدين بالقوة والاكراه، بل لاحياء الحق والدفاع عن أنفس متاع للفطرة وهو التوحيد، وأما بعد انبساط التوحيد بين الناس وخضوعهم لدين النبوة ولو بالتهود والتنصرفلا نزاع لمسلم مع موحد ولا جدال، فالاشكال ناش عن عدم التدبر. ويظهر مما تقدم أن الآية أعني قوله "لاإكراه في الدين" (البقرة 256) غير منسوخة بآية السيف كما ذكره بعضهم. ومن الشواهد على أن الاية غير منسوخة التعليل الذي فيها أعني قوله "قد تبين الرشد من الغي" (البقرة 256)، فإن الناسخ ما لم ينسخ علة الحكم لم ينسخ نفس الحكم، فإن الحكم باق ببقاء سببه، ومعلوم أن تبين الرشد من الغي في أمر الاسلام امر غير قابل للارتفاع بمثل آية السيف، فإن قوله : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم مثلا، أو قوله: "وقاتلوا في سبيل الله" (البقرة 190) الآية لا يؤثران في ظهور حقية الدين شيئا حتى ينسخا حكما معلولا لهذا. وبعبارة اخرى الآية تعلل قوله "لا اكراه في الدين" (البقرة 256) بظهور الحق، هو معنى لا يختلف حاله قبل نزول حكم القتال وبعد نزوله، فهو ثابت على كل حال، فهو غير منسوخ.
تكملة للحلقة السابقة جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن آية لا إكراه في الدين: رأي المتكلمين: وقد قيل إنَّ المطالب التي بينها أئمة الشيعة عليه السلام في تفسير هذه الآية، هو حول حرية الإنسان التكوينية في اختيار عقيدته، وهذا المطلب من أولى المباحث الكلامية التي انتشرت بين المسلمين. لقد بين المتكلمين الكثير من المسائل الكلامية مستندين في ذلك على آية لا إكراه في الدين: الاختيار في عصمة الأنبياء عليه السلام: ذهب العلامة الحلي وبالإستناد على هذه الآية، إنَّ عصمة الأنبياء من ضروريات إبلاغ الرسالة، وهذه العصمة تحصل عن طريق الاختيار ومن دون أن يتم إجبارهم عليها، فالدين حسب هذا التفسير هو تجنب المعصية. إنكار الجبر: من جملة الإستدلال بهذه الآية، هو رد ما ذهب إليه بعض المتكلمين في إنَّ الإنسان مجبور في أفعاله. الامتحان الإلهي: يعتقد بعض المتكلمين إنَّ الدنيا دار امتحان واختبار للإنسان، وكل من يتم امتحانه واختباره لا بد أن يكون مختار، ولهذا السبب خلق اللهعز وجل. الإنسان مختار. حرية العقيدة: ذهب مجموعة من المتكلمين وبناءً على هذه الآية كالشيخ جعفر السبحاني، إنَّ لكلّ إنسان الحقّ في اختيار ما يراه من عقيدة، واعتناق ما يريده من فكرة دون أن يجوز لأحد إجباره على غيرها، وإنَّ وظيفة الأنبياء هي التذكير والإرشاد، فلأجل هذه الحريّة لا يجوز أن يجبر أي كافر على إعتناق الإسلام.
جاء في موقع عدلات عن ايات من القران عن التسامح: في الاسلام لا تعصب لدين واحد، ففي القران يخبرنا الله تعالى انه الذي يؤمن بالله و اليوم الاخر، و يقرن ذلك بالعمل الصالح، سواء كان مؤمنا ، يهوديا، او نصراني، او صابئي "لا خوف عليهم و لا هم يحزنون" (يونس 62). بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة 62). بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" (المائدة 69). بسم الله الرحمن الرحيم "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (البقرة 256). و لا تعصب لنبي واحد: بسم الله الرحمن الرحيم "قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" (البقرة 136).
جاء في موقع موضوع عن كيفية التعامل مع غير المسلمين للكاتب طلال مشعل: نظّم الإسلام علاقة المسلمين ببعضهم، كما نظّم علاقة المسلمين بغيرهم من أهل الكتاب وأتباع الديانات الأخرى، وقد اعتنى القرآن الكريم والسنّة النبوية ببيان أصول التعامل مع غير المسلمين وآدابه، وبيان حقوقهم، ومن هذه الحقوق الحقوق العقدية والفكرية: إذ تحقّ لهم ممارسة حقوقهم العقديّة والفكرية ولا يمنعون إلّا في حال الإضرار بالمجتمع، ومن هذه الحقوق: حرية الاعتقاد واعتناق ما يشاؤون من العقائد؛ إذ إنّ لغير المسلمين الحق في البقاء على دينهم، وعدم إكراههم للدخول في الإسلام، قال تعالى "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" (البقرة 256). وللمعاهدين أن يمارسوا دينهم وعباداتهم في بيوتهم وفي المعابد الخاصة بهم. الحق في التعلّم والتعليم، إذ تُترك لهم حرية تعلّم دينهم وتعليمه لأولادهم، ولكن يُمنعون من تعليم دينهم للمسلمين، ولهم أن يُنشئوا مدارسهم من حسابهم الخاص وتكون تحت إشراف الدولة. الحق في التعبير وإبداء الرأي، إذ إنّ لهم الحق في إبداء وجهات نظرهم في أمور معيّنة، وإسداء النصيحة للناس.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat