بين المعجزة والخرافة
شيماء جواد عطية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شيماء جواد عطية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كيف ينظر الإنسان إلى المعجزة؟ هذا السؤال استوقفني كثيرا أمام تلك الحقائق المذهلة بما تحمله الأجوبة من معان
وصلت من خلال الدرس إلى خطأ من ينظر إلى المعجزة من إمكانياته المتاحة له كإنسان فمن الطبيعي أن يشعر بالعجز أمام تصديق المعجزة وسيعتبرها خرافة، ولا يؤمن بها إلا من ينظر إليها من خلال إدراكاته بأن الله سبحانه قادر على كل شيء، لولا الإيمان المسبق عند الطالبات والمعد من التربية الأسرية لكانت مسألة الإقناع في غاية الصعوبة، الدروس مهمتها تحصين هذه التربية، من الدس والمخادعة والاسئلة التشكيكية والتي تساق تحت ذريعة التحاور والتثاقف والآراء الباحثة عن الحقيقة، أحدى الطالبات تريد أن تسأل لكني أجد فيها الارتباك الواضح ربما، لشعورها بقصور معلوماتها فكانت تخشى أن تحرجني بالإجابة:
ـ كيف يستطيع الإمام أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر لكي يبلغ الناس
- قلت الجواب سهل وأبسط مما تتوقعين وقد عرض هذا السؤال على الكثير من العلماء، علينا أولا أن نفهم معنى الغيبة ومهامها، مهمة الأمر بالمعروف يمكن أن يقوم بها كل إنسان وتبليغ الأحكام الشرعية والقضاء بين الناس وإقامة الحدو، بمعنى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مهمة الفقهاء، يقول الإمام الحجة عليه السلام، (فما الحوادث الواقعية أرجعوا فيها إلى رواة حديثنا، نعني الفقهاء فأنهم حججي عليكم وأنا حجة الله)، وجود الإمام من أجل الشهادة على أعمال الخلائق، أن يكون شهيدا على أعمال الناس في كل جيل، الآية التي وردت في عيسى عليه السلام (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) الهدف من وجود الإمام للشهادة على أعمالهم، الشهادة على أفعالهم، ويخاطب الله سبحانه تعالى النبي محمد صلى الله عليه وآله {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} الغرض الشهادة والإمام عليه السلام قادر على الشهادة في غيبته، والقضية التي وودت طرحها للطالبات هي معنى قوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الكثير فسر الذكر بكتاب الله جل علاه، أحدى الطالبات قاطعتني مستغربة معترضة مستفهمة، إذا بماذا يفسرونها؟
ما المقصود بالذكر إذا لم يكن القرآن الكريم؟
- أجبتها الذكر هو الدين الإسلامي، الله سبحانه تعهد بحفظ الدين، ومن أسباب حفظ الدين وجود الشخص القادر على حفظه من أن تمتد له يد التزوير والتلاعب والتحريف،
الدين هو مجموعة من القوانين السماوية موجودة في القرآن وفي الأحاديث الصحيحة وهي الدين الواقعي، يجب حفظه من الدس والتزوير والتحريف،
والذي يتكفل بها لا بد أن يكون عارفا بها، لذلك كان سبب ضياع الأمة هو فقدانهم المنهل الحقيقي للرواء
اتبعوا الأهواء في تفسير كتاب الله سبحانه تعالى، أشعر أن هذا الدرس صار ملاذا للطالبات يطرحن كل ما يعرض في وسائل التواصل الاجتماعي، ليناقش في المحاضرة الصفية ومن الممكن أن نتوصل إلى ما يدور في أذهانهن نظرا لمعرفتنا بما يعرض من أمور وقضايا قصدها أرباك عقول الشباب وهز قناعاتهم، السؤال الذي لا بد من الإجابة عليه هو فاعلية الانتظار ومقاربات فكرية عن الظهور المبارك
وجود الإمام يحتاج إلى قاعدة جماهيرية مخلصة مضحية كي لا يخذل من قبل القاعدة كما خذلوا الأئمة جميعهم، اليوم نجد العلماء والمثقفين والخطباء والأدباء كلهم يعملون لنشر الوعي من أجل تهيئة الأرضية، وهذا هو معنى الانتظار، يقول النبي صلى الله عليه وآله (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج)
الانتظار يعني إعداد الأرضية السليمة للظهور المبارك.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat