صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

الحزن على الرسول أم الرسالة ؟
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تركَّزَ الخوف في هذا النص القرآني - في البوست المرفق - على الرسالة دون الرسول ، فلم يهتم بنوع رحيل الرسول ( موتاً أو قتلاً ) بقدر ما إهتمَّ بآثار هذا الرحيل وعواقبه السيّئة المحتملة على الرسالة وما يحصل من إنقلاب على الأعقاب ونسف لكل ما بناه وشيّده الرسول صلى الله عليه وآله . وما يؤيّد هذا الإستظهار ايضاً هو حصر الآية المباركة لشخصية النبي بوظيفته الإلهية ( وما محمد إلا رسول ) ..

وتترتب على هذا الأمر نتائج مهمّة ، نركز على ثلاث :

١. المنطق والعقل يحكمان بضرورة وجود تدابير وإجراءات تعالج هذا الخوف وتتعامل مع النتائج السيئة المتوقعة من حدوث الرحيل ، فلا يحسن أن يكتفي أحدنا بالقلق على شيء مهم بدون أن يخطط ويعمل على تأمين هذا القلق .. فكيف نرضاه لله تعالى وهو العليم والحكيم والقدير..!! مما يعزز من عقيدة مدرسة أهل البيت في الخلافة المنصوصة .

٢. عُظم مصيبة فقد الرسول صلى الله عليه وآله ودوام حزنها وفجيعتها يعتمد على أصل حصول الإنقلاب على الأعقاب وإستمرار هذا الذنب الإسلامي الكبير ، مما يبرر إقامة المآتم والأحزان على رحليه كجزء من تنبيه الأمّة على ضرورة تصحيح هذا الإنحراف الشنيع عن خط الرسالة وتخطيط السماء لها عندما ولّت أمرها لغير أهله ، ولو ذهبت النفس على ذلك حسرات لكان قليلا .

٣. هذه قاعدة إسلامية عامّة ينبغي الإلتزام بها والعمل بموجبها ومفادها : أنّ أهمية الشخصية الدينية ( نبي ، إمام ، فقيه ، أحد الصالحين .. ) تدور مدار وظيفتها في الأمة ومقدار عطاءها للإسلام ، حبّها وولاءها والحزن لحزنها والفرح لفرحها بمقدار ما يعزز نفعها وأثرها في الدين وأمة المسلمين .. وأنّ كلَّ ولاء أو عاطفة خالية من هذا الأصل ومنحرفة عن هذه القاعدة لا أهمية لها إن لم تكن ذات عوائد مضرة في دين المسلم ودنياه .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/11



كتابة تعليق لموضوع : الحزن على الرسول أم الرسالة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net