قال تعالى ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ) القلم ٤
للوهلة الأولى يظهر لنا أن تثبيت الصفات الحسنة للنبي الأكرم وللأنبياء عموماً هي من تحصيل الحاصل ، لأن مجرد إثبات أنه نبي ورسول فإن هذا بالملازمة بل في شروط العقيدة يكون صاحب أخلاق وأنه صاحب رحمة وصبر وأنه لا يصدر منه القبيح .. الخ ، فكيف نوجه ذلك ..؟
والأجوبة عديدة بصراحة ويمكن أن يرد عليها بالنقض والحلّ ، وحرصاً على الاختصار نركز على اجابتين ، الثانية منهما هي الهدف والدرس المقصود من هذا المقال :
اما الإجابة الأولى فنقول بأن الله تعالى ذكر لنفسه عشرات الصفات والاسماء الحسنى ، الغفور والرحيم والكريم والرزاق .. فمن باب اولى أن عقيدتنا به جل وعلا تغني عن ذكر هذه الصفات .. وبالتأكيد أن لهذا الذكر التفصيلي حِكَماً كثيرة ، تارة لتثبيت اصل العقيدة وتارة للاقتداء وأخرى لتوضيح المستوى الأعلى للصفة الحسنة لا أصل وجودها .. الخ
اما الجواب الثاني وهو المهم عندي ، فلعل فيه إشارة خفية بأن هذه الملازمة وعدم الانفكاك إن ثبتت لله ولرسوله فإننا لا يمكن تثبيتها دائماً لمن ادعى اتّباع الدين والتفقه في شريعة سيد المرسلين ..
فقد نجد من يحمل العلوم الدينية بل ولديه القدرة الصناعية على استنباط الحكم الشرعي ولكنه فاسق لا سامح الله أو غير ورع أو يتعامل مع الاخرين بخشونة وبأخلاق حادّة .. الخ
وبهذا المفهوم نفى مذهب أهل البيت ؏ عقيدة عدالة الصحابة ورفض نظريتها وأثبت ذلك بالأدلة العقلية والشرعية والتاريخية كذلك ..
فكم من عالم دين وطالب حوزة ، وكم من استاذ جامعي أو كاتب ومفكر قدير قتلته أخلاقه ومنعت الاخرين عن الاستفادة من علمه ومهارته طبيعة تعامله مع الناس .. لنأخذ جميعاً هذا الدرس من هذه المناسبة العطرة لولادة النبي الأكرم ص وآله .. وكفى
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat