الغرم بالغنم
احمد سامي داخل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السلام عليكم .
لنفرض ان هنالك عماره تسكنها مجموعه من العوائل بشكل مشترك من المؤكد ان هنالك مسؤوليه تظامنيه سوف تترتب على الساكنين تتمثل في الحفاظ على المدخل المشترك للعماره و تنظيف السلم المشترك وصيانه مرافق العماره المشتركه من عوامل الاندثار نتيجه الاستعمال ودفع راتب حارس العماره كل هذه الامور تنشاء بفعل الانتفاع المشترك في العماره فالمنفعه المشتركه رتبت مسؤوليات مشتركه لننتقل الى مثل اخر هنالك قاعده تقول الغرم بالغنم اي ان من ينتفع بشيئ معين عليه ان يتحمل تبعه هذا الانتفاع والاضرار المترتبه على الانتفاع لابل انه حتى تحصل على شيئ معين عليك ان تتحمل المصاعب والتضحيات . آحيانآ فآن الشراكه تقتضي التنازلات والتضحيه في سبيل الصالح العام وفي القران الكريم هنالك قصه يونس (ع) حيث كان يركب سفينه ولاكن البحر هاج وماج وقرر الركاب ان يلقوا بآحدهم في البحر للحفاظ على السفينه فوقعت القرعه على يونس (ع) فالقي في البحروتقبل ذالك برضى وتسليم بقضاء الله . .
هذه الامثله قدمتها لوجود عله مشتركه بينها وبين العمليه السياسيه وهي ان العمليه السياسيه مبنيه على مشاركه عده قوى سياسيه توافقت فيما بينها على اداره البلاد على قاعده الشراكه والتوافق
حيث اخذ بمبداء الديمقراطيه التوافقيه التي تعني مشاركه عده اطراف في اداره البلاد وفي صناعه القرار السياسي وفي صياغه شكل وهويه الدوله الجديده التي تشكلت بعد 9\4\2003 .
ولاكن مع بالغ الاسف فأن التطبيق العملي افرز نتائج غايه في التردي فالعديد من الزعامات فهمت المشاركه السياسيه على انها ميدان لبسط النفوذ الحزبي والشخصي والسياسي لهذا الزعيم او ذاك السياسي عبر تقويه نفوذ هذه الكتله او تلك حتى تحولت كل وزاره او هيئه من مؤسسات الدوله الى حلبه صراع سياسي بين انصار هذه الجهه او تلك و بعض الجهات تعاملت مع مؤسسات الدوله على قاعده السرقفليه المشهوره في العراق فأن كل وزير او مدير عندما يوضع في مركز معين فأنه يتصرف مع مؤسسه الدوله على قاعده السرقفليه فيتصور انه قام بتأجيرها فيعين ابناء جهته السياسيه و المقربين منه ويتعامل مع المرفق العام وكأنه دكان سياسي لتحقيق اغراض ابعد ماتكون عن النفع العام .
عليه فقد وصلنا الى حاله من التناكف والتصارع السياسي جلبت الويلات حيث عطل الصراع السياسي مشاريع عديده للدوله وعانى المواطن ايما معاناه من هذا الصراع مع الاسف لم ينتج النظام السياسي حاله من التنافس تقوم على اساس البرنامج السياسي والطرح الاجتماعي او حاله من الصراع على اساس الفكر السياسي حيث لم نشهد صراع بين احزاب اسلامية واحزاب لبرالية واحزاب يساريه مثل بقيه دول العالم ولم نشهد صراع على اساس خطط مثل هذا يريد دعم الصناعه وفرض قيود على الاستيراد وهذا يريد حريه التجاره والاستثمار كما لم نشهد صراع حول قضايا مهمه مثل قانون النفط والغاز كل هذه الامور لم تحدث بل على العكس الصراع كان صراع زعامات حول مد نفوذ هذا الزعيم او ذاك صراع حول من يقود هذه الوزاره او تلك ومن يكون الوزير ووكيل الوزير والمدير العام وصولآ الى الفراش او مقدم الشاي وساعي البريد وانتقل الصراع على مناصب الحكومات المحليه الصراع هنا ليس على برامج دعم الخدمات البلديه او تطويرها بل صراع من يكون المحافظ ومن اي جهه يكون نائب المحافظ ومن يقف وراء معاون المحافظ وعلى اي كتله يحسب مدير هذه الدائره او تلك وشكل التنافس بين المحافظ ورئيس مجلس المحافظه هذا هوه الصراع ومصلحه المواطن هي اخر شيئ يمكن ان يتحقق بفعل هذا الصراع ربما المنجز الوحيد الذي تحقق حتى الان هو نجاح نوري المالكي في اعاده هيبه الدوله وتأمين العاصمه بشكل نسبي هذا النجاح الذي انعكس في الانتخابات السابقه وتمظهر بفوز قائمه دوله القانون اقول هذابشأن المالكي ويعلم الله اني لست مداحآ لسلطان او منتفعآ او مستفيدآ او صاحب عنوان ويكفيني فخرآ اني اكتب بأسم (القندرجي ) وهو اسم مستعار ولو اخطاء اي كان ومهما يكن عنوانه لكنت من منتقدين الخطاء نقدآ بناء غرضه الاصلاح . .
اعتقد ان القوى السياسيه مدعوه اليوم لتغير طريقه الاداء السياسي وهي امام امتحان امام الشارع فلا يمكن الركون الى طريقه التعامل والاداء السياسي الحالي بعد ان عطلت اداء اجهزه الدوله
وبعد ان كشف القناع عن مساوء الوضع السياسي وبعد ان صرنا في مقدمه دول العالم في هدر المال العام وبعد ان تحولت عمليه التنافس السياسي الى حاله من التسقيط السياسيي وبعد تعطلت العديد من المشاريع بسبب خوف البعض من ان ترتفع شعبيه هذه القائمه او تلك . ان قاعده الغرم بالغنم تعني ان من ينتفع من شيئ يتحمل ضرره والقوى التي تشكل العمليه السياسيه هي قوه
غنمت كثيرآ وبشكل كبير العديد من مميزات السلطه وامتيازاتها حيث اصبحت الدوله من اكبر مصادر الثراء والسلطه والنفوذ ان هذا يوجب على القوى السياسيه ان تراعي صاحب السلطه الفعلي ومالك الثروه الحقيقي وهو الشعب لان هذا الشعب هو من خرج وصوت وقال نعم للدستور وهو من صوت في الانتخابات وهو من تحمل المفخخات والارهاب والكواتم والغرم بالغنم كماتقول القاعده الفقهيه .وشكرآ