صفحة الكاتب : لطيف القصاب

خصم السعر أم حسم السعر؟
لطيف القصاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يُخطِّئ بعض أساتذة اللغة كسلًا أو تَبَعًا لبعض المشاهير كلمة (خَصَمَ) بمعنى (حَسَمَ)، وذلك في مثل قولهم: ((خصمَ شيئا من الرسوم والأتعاب، والأسعار…الخ))، ويوجبون أن يقال: ((حسمَ شيئا من الرسوم والأتعاب، والأسعار))؛ لأن الاقتطاع بزعمهم إنما يكون في معنى لفظ (حسم)، لا في معنى (خصم).

والحقّ أنّ كلتا الصياغتين جائزتان، ولا مسوّغ بتاتًا لحمل الناس على إحداها ونبذ الأخرى، وأعني رفض تعبير: ((خصمَ شيئا من الرسوم والأتعاب، والأسعار…الخ)).

والعجيب في هذه المسائل ونحوها أن تجد ذوو الرتب العليا، أو (العُلا) في الاختصاص اللغوي الدقيق سادرين في تقليد الأقدمين من غير التفات إلى منزلة الاجتهاد التي يُفترض أن تكون بحوزتهم وتستدعي تحررهم من معرّة التقليد، وتؤهلهم لإجراء محاكمة لغوية بعقلية نقدية واعية، والأنكى من ذلك كله حين ينساق هؤلاء (العلماء) في متابعة آراء لآخرين لا تربطهم بعلوم العربية آصرة وثقى لاسيما ما يتصل بعلم اللغة الحديث(اللسانيات)، كبعض أصحاب المنابر من مشاهير أزمنة عالم التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا)!

وبالعودة إلى تحرير موضع النزاع في مسألة (خصم، وحسم) فيُمكن بقليل تأمّل أن يُلتمس لكلمة (خَصَمَ) معنى (حَسَمَ) أي «اقتتطع» بناءً على معيار المجاز المعمول به أكاديميا في مناهج التخطئة والتصويب، فقد ورد في معاجم القدماء قولهم: ((خصم فلانا: غلبه بالحجة)) أي قطع عليه طريق القول… على أن بعض المعاجم الحديثة كانت قد نصّت على أن كلمة (خصم) تواطئ في بعض معانيها كلمة (قطع)، ومن تلك المعاجم المنجد في اللغة، ومعجم اللغة العربية المعاصرة، وأغلب الظن أنّ تصويب تعبير: ((خصمَ شيئا من الرسوم والأتعاب، والأسعار…الخ)) في المعجمين المذكورين إنما أتى امتثالًا لمعايير انتقال الدلالة والاستعمال الشيوع…

فيا أيها الأساتذة والمشايخ لا تسدّوا على رئة العربية مسامات الهواء، واعلموا أن العربية حالها من حال لغات الناس كافة تسير شئتم أم أبيتم في مسالك التطور، ولا يزعمن أحد أن في هذا النهج حطًّا من مكانتها السامقة فالعكس هو الصحيح لو كنتم تعلمون سُنَن اللغة، وسَنَن العربية…


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لطيف القصاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/11/15



كتابة تعليق لموضوع : خصم السعر أم حسم السعر؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net