رويدك ايها النرجسي المتعالي
رياض سعد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض سعد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
البعض يظن انه الوحيد الذي يقرأ الكتب ويتابع الاحداث , والاوحد في فهم مجريات الامور وما يجري خلف الكواليس , وانه المصداق الابرز للوعي والثقافة والمعرفة , واخر رجال الموهيكانز , وبقية السيف ... , وانه قطب الرحى وبيت القصيد ومربط الفرس , وشاغل الدنيا ؛ و اذا ألف كتابا او انجز بحثا او كتب مقالة او عمودا صحفيا , او اذا غرد ( تغريدة) او نشر (بوست ) في احدى وسائل التواصل الاجتماعي ... ؛ يظن ان الدنيا ستقوم له ولا تقعد , وكأنه صاحب النظرية النسيبة , او تشرشل في السياسة , وانه كالكعبة يجب ان يزار ولا يزور ... ؛ ولسان حاله ؛ كما وصف شاعرنا المتنبي نفسه :
أَيَّ مَحَلٍّ أَرتَقي *** أَيَّ عَظيمٍ أَتَّقي
وَكُلُّ ما قَد خَلَقَ *** الـله وَما لَم يَخلُقِ
مُحتَقَرٌ في هِمَّتي *** كَشَعرَةٍ في مَفرِقي
ويظن ان الاخرين يعيشون في جهلهم وتخلفهم وظلالهم وسطحيتهم ، تابعين شهواتهم واطماعهم , لا يأبهون بالعلم ولا بالنظريات ولا بالفلسفة ولا بالعقائد , وفي احسن الاحوال هم ادنى منه في المنزلة والمعرفة والثقافة والوعي والعلم والخلق والشرف ... .
اتذكر عندما كنا صغار مراهقين ؛ ما ان نقرأ كتاب من اوله الى اخره ؛ حتى نشعر بالغرور والعظمة , بل و يتملكنا شعور بأننا نستطيع ان نؤلف المطولات والقاء المحاضرات , ومناقشة الاساتذة واصحاب الكفاءات ... ؛ وبمرور الوقت وتراكم المعرفة والتجارب والمعلومات , اصبحنا اكثر نضجا و تواضعا واقل ادعاء و دوغمائية وسطوعا , و صرنا كما قال سقراط : (( كل ما أعرفه أني لا أعرف )) ... ؛ و قد ورد عن الشيخ ناصر الدين الالباني , انه كان يقول : ((ان لست عالما و لا طالب علم ؛ لكني طويلب علم ( تصغير طالب) ... )) .
أما آن لك ايها النرجسي المتعالي ان تراجع حساباتك وتهتم بشؤونك وتدع الخلق للخالق , او لا اقل اعمل ودع غيرك يعمل ؛ فان لم تكن وردا فلا تكن شوكا ... , وان كنت اظن انه من الصعب عليك فعل ذلك ؛ فانت تعتقد انك وصي علي وعلى امثالي - علما ان اغلب الأوصياء على الناس ؛ هم ضحايا أنفسهم وجلادو غيرهم - ... , وعليه سيبقى الجمل فوق التل , و ( راح تبقى انت مولانا ؛ لا ترحم و لا تخلي رحمة الله تنزل ) ...؟!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat