الاتصال باللغة الصامتة
د . عبد الحسين العطواني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعرف الاتصال باللغة الصامتة او ما يسمى بالاتصال غير اللفظي بأنه : (عملية التواصل من خلال ارسال واستقبال الرسائل بدون كلمات بين الاشخاص ) والاتصال باللغة الصامتة ،هو من اقدم انواع الاتصال ، وذلك لان الانسان عندما بدأت الحياة على الارض لم يكن يعرف الكلام ، عندها احس بحاجة الطبيعة الى الاتصال بأخيه الانسان ، لم يكن امامه سوى استخدام رموز معينة كوسيلة لايصال رسائله الى الافراد ضمن العائلة او القبيلة ، وكوسيلة للتفاهم بين الافراد والجماعات ، ومن وسائل الاتصال الرمزي التي استخدمها الانسان قديما لبث وتلقي الرسائل الاتصالية هي : تعبيرات الوجه ، والايماءات ، ووضعية الجسم ، واللمس ، والصمت ، والاتصال ( بلغة العين ) الذي سيأتي الحديث عنه ، لان (نظرات العيون) هي ليست وسيلة فقط للتعبير عما داخل الانسان ، اي في النفوس والقلوب ونقله للخارج ، فهناك النظرات القلقة المضطربة ، والمغيثة المهزومة المستسلمة ، واخرى حاقدة ثائرة ، واخرى ساخرة ، واخرى مصممة ، واخرى سارحة غير مبالية ، واخرى مستفهمة واخرى محبة ، وهكذا تتعدد النطرات المعبرة ، وقد سمى القرأن الكريم بعض النظرات ( خائنة الاعين) والانسان في تعامله مع لغة العيون ، يتعامل بها كوسيلة تعبير عما في نفسه للاخرين ، وكذا يتعامل معها كوسيلة لفهم مافي نفوس الاخرين ، من خلال نظرات عيونهم . لذلك يمكن نحدد اي من الانماط عندما يتحدث الانسان ، او عند قراءته قصيدة ، او قصة نثرية ، ان نحدد النمط الذي كان يعيشه صاحبها عند اعداده لها ، هل هو من النمط السمعي ، او الصوري من الذاكرة ،او مما ينشئه من الاحاسيس الداخلية ، وذلك من خلال تأمل كلامه وتصنيفه في احد الاصناف المذكورة.
وهنا يمكن القول انه مهما تكن فعالية هذا النوع من الاتصالات فأنه قصير المدى من حيث المسافة التي يمكن ان يغطيها بين نقطة الارسال والاستقبال : اضافة الى انه واجه صعوبة فهمه في بعض الاحيان ، وبتقدم الحضارة البشرية استطاع الانسان ان ينتقل الى مرحلة اكثر تقدما وهي مرحلة استلام الكلمة الِمنطوقة في التفاهم بينه وبين اخيه الانسان .

الموضوع السابق الذكرى الثالثة لوفاة العالم الرباني حجة الإسلام والمسلمين السيد علي الصافي (طاب ثراه)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat