صفحة الكاتب : د . عبد الحسين العطواني

الاكراه ، والاكراه النفسي
د . عبد الحسين العطواني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لايخلو اي مجال من مجالات الحياة من مشكلات ، او ازمات ، سواء كانت داخلية ، اوخارجية ،وقد يكون احد اسبابها ضعف ، او رداءة الاتصال ، فالاتصال يتفاعل مع غيره من خلال التعبير عن ابعاد التفاعل الاجتماعي بين الافراد ، وللاتصال وظيفة تتصل بطبيعة العمل الاداري ، من تخطيط ، وتنظيم ، وتنسيق ، وتوجيه ، ورقابة ، وهو تبادل الافكار والاراء والمعلومات عن طريق الكلام ، او الكتابة ، او الاشارات ، من اجل انجاز المهام الموكله لهذه الجهة او تلك والارتقاء بها نحو افضل السبل ، لكن عندما يتحول الاتصال الى غير اغراضه الاساسية ، فانه يفقد قيمته الانسانية ، وهدفه في النفع العام ، وبالتالي قد يتحول الى الاكراه بمعى الضغط الذي يتولد منه هذا الاكراه ، كالمادي ، او المعنوي ، اما الاكراه المعنوي فهو الذي يتمثل بالخوف والرهبة ، وقد اتسعت صور الاكراه المعنوي في العصر الحالي اتساعا لم تشهد له العصور السابقة ، وتتمثل صور الاكراه المعنوي ، في الاكراه الاقتصادي ، حيث من اليسير ان يخضع الانسان لمن يتحكم في مورد رزقه ، وكذا اكراه الاستيعاب الجماعي بمعنى خضوع الفرد وارغامه على الانسياق في اتجاه معين بسبب انتسابه الى جماعة معينة ، او تنظيم معين تحت تأثير الخوف .
اما الاكراه النفسي فهو صورة انتشرت بفعل الوسائل العلمية الحديثة التي تستخدم الاتصال الجماهيري ، وبث الدعاية ، كالصحافة ، والراديو ، والتلفزيون ، وهذه الصور من الاكراه استخدمت سابقا لاول مرة على نطاق واسع من قبل النظام الالماني ، الا انها اليوم تستخدم بطريقة اكثر اتساعا واكثر تنظيما من جانب الدول الكبرى لاسلوب الاكراه النفسي ، المخترعات العلمية التي تحدث نوعا ما الاكراه النفسي لدى الشعوب ، او الدول الصغيرة ، وانتاج الاسلحة الذرية ، والاقمار الصناعية ، والعقول الأكترونية ، وكذلك المحاولات المتكررة لغزو الفضاء .
وبالتالي فأن الاكراه يجعل الشخص غير حر فيما يقوم به من افعال ، لان من حق الشخص ان يكون مختارا فيما يقول ، وفيما يفعل ، اما اذا كان واقعا تحت تأثير الاكراه ، او حالة ضرورة ، فأن ارادته تصبح معيبة ومقيدة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد الحسين العطواني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/12/18



كتابة تعليق لموضوع : الاكراه ، والاكراه النفسي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net