صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

مع الإمام الحسن - ع - في ذكرى ولادته / ٣
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لوجود القدوة والأسوة الحسنة في الحياة الإجتماعية أهميّة يقرّ بها العقل ، وسيرة يعمل بها العقلاء وتبرهن على نجاحها التجارب ، كما استعملتها الأديان كطريقة لإيصال رسالاتها وتعزيز مسؤولية كلٍّ من الإيمان والعمل ، وإسلامياً قد جذّرها القرآن الكريم في حياة المسلمين وأصلّها لنا الدين الحنيف وقدّم لنا شخصيّات على مستوى عال ودعانا الى الاقتداء والتأسي بها ..

ولوجود القدوة والأسوة الحسنة في كلّ جماعة أو أمّة تتبنى مبدأ معيّن أهميّتان ضروريتان :

الأولى : إثبات إمكان الوقوع والتحقق لذلك المبدأ .. وإلّا فقد تُتهم النظرية بعدم الواقعية أو إستحالة التطبيق .

الثانية : يأخذ القدوة دور القيادة والسيادة في ميادين التطبيق وسبل التجسيد والتمثيل ..

والقدوة : ما يُقتدى به ، وكلما كانت القدوة أكبر تمثيلاً وأدّق تطبيقاً للنظرية كلّما كانت أكثر تأثيراً وأوسع اتّباعاً من قبل الآخرين ، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله قدوة الإسلام وأسوته الحسنة ( لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا ) الأحزاب ٢١ ، لأنه كان نسخة بشرية كاملة للإسلام ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ، إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ، عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ ) النجم ٣ - ٥

ولقد أثمرت هذه الأسوة الحسنة العظيمة على أثر اتّباعها والسير الدقيق على هديها أُسوات حسنة ونسخاً أخرى لها ، وكان أهل بيت النبوة على رأس هذه القائمة ويليهم شيعتهم الذين التزموا بهم الالتزام الدقيق والصحيح والواعي ، حيث ورد عن رسولُ الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « أنا الشجرة ، وفاطمة أصلها ـ أو فرعها ـ وعليّ لقاحها ، والحسن والحسين ثمرتها ، وشيعتنا ورقها ، فالشجرة أصلها في جنّة عَدْن ، والأَصل والفرع واللقاح والثمر والورق في الجنّة ) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور 7 / 3

واتخاذ القدوة هو أقصر وأوضح وأأمن طريق لمن أراد اتّباع منهج معيّن ، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : " لا طريق للأكياس من المؤمنين أسلم من الاقتداء ، لأنه المنهج الأوضح والمقصد الأصحّ . قال الله عز وجل لأعز خلقه محمد ﴿ أُولئِكَ الَّذينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِه ﴾ًً ، فلو كان لدين الله تعالى عز وجل مسلك أقوم من الاقتداء لندب أنبياءه وأولياءه إليه " .

من هنا يبرز مفهوم إمامة أهل البيت وفلسفة هذه العقيدة عندنا ، عنه صلى الله عليه وآله : « يا علي أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الإسلام ، من تبعنا نجا ، ومن تخلّف عنّا فإلى النار » الأمالي / المفيد : ٢١٧ / ٤ ، وقال بشأن الحسن والحسين عليهما السلام : « هذان ابناي إمامان قاما أو قعدا » إعلام الورى بأعلام الهدى / الطبرسي : ٢١٤ .

فنحن اذ نحتفل بذكرى ولادة الإمام الحسن عليه السلام إنما هو احتفال بقدوم قدوة حسنة للإسلام وأسوة صالحة في طريق الهداية وقائد كبير يسير بنا نحو النجاة ويفتح لنا دروب مرضاة الله جل وعلا .. يقول عليه السلام : ( إنَّا لَأَعْلَامُ الْهُدَى وَمَنَارُ التُّقَى ) . تحف العقول ، ص233 . ومن أسماءه عليه السلام " الناصح " ، وقد وصف نفسه بهذا الإسم ، وذلك حينما خطب في الناس في أحداث ولايته قائلاً : ( أما بعد : فوالله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت - بحمد الله عنه - وأنا أنصح خلق الله لخلقه ) الشيخ المفيد ، الإرشاد ج2 ، ص11 .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/23



كتابة تعليق لموضوع : مع الإمام الحسن - ع - في ذكرى ولادته / ٣
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net