صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

مع الإمام الحسن - ع - في ذكرى ولادته / ٥
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بين الخلافة السياسية والإمامة الإلهية بون شاسع ، فالسياسة وإدارة شؤون الأمّة إحدى مهام الإمامة الإلهية ، إن تيّسرت وإلّا فوظائف الإمام أكبر من أن تّحصر بذلك .. يقول الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) في تعريفه للإمامة والإمام : " إن الإمام زمام الدين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا ، وعز المؤمنين ، إن الإمامة أسُّ الإسلام النامي ، وفرعه السامي ، بالإمامة تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج ، وتوفير الفيء والصدقات ، وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف ، الإمام يحلُّ حلال الله ، ويحرّم حرام الله ، ويقيم حدود الله ، ويذبّ عن دين الله ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، والحجة البالغة ، الإمام كالشمس الطالعة ، المجلّلة بنورها العالم ، وهي في الأفق ، بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار " . كتاب الغيبة للنعماني ..

ولهذا لم يكن الاتفاق الأضطراري الذي حصل بين الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية تنازلاً عن إمامة ، وإنما هو تنحي عن إحدى وظائفها نتيجة لظروف قاهرة قدّرها الإمام - كإمام - وعمل بها ..

الخلافة التي تلبّس بها المغتصبون هي زعامة اجتماعية ، وأمّا الإمامة الإلهية هي امتداد لوظائف النبوّة والسير بالأمة على هدي الرسالة . ولهذا قد تؤخذ الخلافة بالمكر والحيلة والسيف والشورى والبيعة .. الخ ، أما الإمامة فهي اصطفاء وتعيين إلهي .. لا تؤخذ من صاحبها إن قعد ولا تمنح له إن قام ، ( الحسن والحسين إمامان ، قاما أو قعدا ) ، فأنبياء الله ورسله قُتلوا وشُرّدوا وعُزلوا ولم يُعطوا منصباً ولا جاهاً في أقوامهم .. وبقوا أنبياء ورسل من السماء ..

الإمامة عقيدة وأصل من أصول الدين ، بينما الخلافة بحسب فهم المدرسة الأخرى وبأحسن حالاتها هي أمر بمعروف ونهي عن منكر ، أي من فروع الدين .. هذا إن لم تكن ظلماً وضرباً للعقيدة وتسلّطاً على رقاب الناس .. !! ، وإلا فهي لا تختلف كثيراً عن سلطة الفراعنة وحكم النمرود وما شاكلهم ممن أشار إليهم القرآن المجيد ..

قال تعالى ( ۞ وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ ) البقرة ١٢٤


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/25



كتابة تعليق لموضوع : مع الإمام الحسن - ع - في ذكرى ولادته / ٥
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net