ذهب أحد العاشقين إلى القاضي شاكيا وقال له
غالبا ما نقرا ونسمع عن سرقات اللصوص ومطاردتهم والقبض عليهم وإيداعهم السجن ولم نسمع أو نقرأْ عن لصّات سرقن قلوبنا وما زالت قلوبنا في حوزتهن ولم يستطع احدٌ منّا ان ينبس ببنت شفة حول سرقاتهن فاطلب منك ان تساعدني لاستردَّ قلبي فقال له القاضي معتذرا لاسلطة للقضاة على القلوب وليس هناك قانون يقتصُّ منها عدْ إلى بيتك راشدا فأنشد والعبرات تخنقه
فتاة الحيِّ قد سرقتْ فؤادي
سأشكوها إلى ربِّ العبادِ
أقول لهُ هواها قد غزاني
وما شكوايَ إلا من سعادِ
هواها لم يدعني في سلامٍ
وقد حرمَ العيونَ من الرقادِ
أبيتُ الليلَ مشبوبَ الحنايا
وناري كلُّ يوم باتقادِ
وإني كلمّا ازددتُ اشتياقاً
تُزدْ قلبي التياعاً في العنادِ
تبادلُني المودةَ بالتجافي
وبالهجرانِ تمعنُ في التمادي
ومالي غير أشواقٍ تلظّى
وآهاتٍ جنايَ من الحصادِ
يكادُ الشوقُ يضرمني اشتعالاً
وقلبي يستحيلُ الى رمادِ
ولستُ مبالياً بالناس فيها
إذا اشتّطوا ا بلومي وانتقادي
والتفت إلى القاضي قائلا سانشدُ فيها شعرا ماحييتُ وما الأبيات هذه إلا بعضٌ منها
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat