صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

السيخ وتربة الحسين{ع}
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

كان والدي الحاج كاظم البغدادي يشتغل في الفاو{ مخلص في كمرك الفاو} من الاربعينات لتاريخ وفاته عام 1979. وكان يتقن اللغة الهندية والفارسية وله علاقات واسعة مع تجار الخليج الذين يستوردون التمور من العراق.

غير ان الهنود السيخ كانوا يشكلون النسبة العظمى من تجارة استيراد التمور من العراق حين يصلون الفاو يأتون لبيتنا معهم {المنافيس} يسلمونها لوالدي احيانا في بيتنا ويطلبون مبالغ مالية لشراء مواد غذائية من سوق الفاو. في احد الايام طرقوا بابنا فقمت بفتح الباب وادخلتهم للاستقبال وكان والدي يصلي وقتها. بعد ان انتهى من الصلاة جاء ربان السفينة ومسك تربة الحسين وسال والدي. ما هذه التربة التي تصلي عليها..؟ وكان كلامهم باللغة الهندية وترجم والدي بعد ذلك حوارهم.

اجابه والدي انها من تراب كربلاء فيها قبر ابن رسولنا محمد{ص} وهو سيد شهداء الامة. ثم قال: حين تتوقف المسائل عندنا نسال الله بالحسين{ع} وترتبه فيها بركات كثيرة.. ضحك الربان وقال{ هذا جهاز فيه مزايا متعددة} فطلبها ووضعها في جيبه .

في السنة التالية جاء الى العراق{ الفاو} وكانت فترة شهر محرم. ودخل قبل صلاة المغرب بساعة الى الحسينية.. كان عندنا الخطيب الشيخ حميد المهاجر وتحديدا عام 1971م ..طلب من والدي جميع الترب المخصصة للصلاة. فعلا اعطوه عددا كثيرا منها . وكان المصلون ينظرون الى السيخ بتعجب. والمهاجر كان يتصور انهم تشيعوا.. فسالهم والدي عن سبب حملهم ترب الحسين{ع} فقال الربان: تتذكر التربة التي اخذذتها من بيتك قبل سنة.؟ قال والدي نعم . قال: اثناء رجوعنا الى الهند تعرضنا لعاصفة قوية جديدة حتى اني اعطيت اوامر ان يختار البحارة برميلا او خشبه كبيرة لان السفينة ستغرق.

وكانت تتقلب بين الامواج ,كنت قد وضعت التربة الحسينية على { الدشبول} فرايتها تزحف الى جهة اليمين واليسار مع تقلب السفينة. فتذكرت كلامك انه لو ضاقت بنا السبل ندعوا الله بالحسين{ع} وتربته. وقلت انا اعرف الحاج كاظم اكثر من ثلاثين سنة لم يكذب علينا كذبة واحدة . فأخذتها وخرجت من قمارة القيادة وتوجهت نحو العراق وناديت : يا حسين ان كان جدك فعلا رسول الله . وانت فعلا سيد الشهداء في الاسلام. وتربتك هذه لها كرامة. انقذنا يا حسين. وصرخت باعلى صوتي ورميتها في البحر. قال اقسم بمقدساتي كانت الامواج كالجبال. ولكن ذهلنا جميعا حين اصبحت بجانب السفينة مساحة 50 م من كل جانب لا يتحرك الماء ولا موج يصلنا. وهدأت السفينة.

بقينا بين الامواج دون ضرر علينا. الى ان كشف نور الشمس. وجدنا سفينتنا تبعد كيلو متر واحد عن باكستان . ثم استانفنا سيرنا الى الهند. وتحدثنا بهذه الكرامة واخبرونا الهنود الشيعة انهم يستخدمونها عند عسر ولادة النساء . وقد ذكر الشيخ حميد المهاجر هذه القضية مرتين لأنه سمع الحوار منهم . الاولى في مجلس في البحرين في زمن الطاغية بالتسعينات. وذكرها مرة اخرى في الصحن الحسيني بعد سقوط النظام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/04/18



كتابة تعليق لموضوع : السيخ وتربة الحسين{ع}
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net